12-01-2019, 07:48 AM
|
12-01-2019, 07:49 AM
|
#2
|
خروجك عن الدائرة يجب أن يكون ضمن الدائرة!
بعد صلاة العشاء في الحرم المكي،
تلفتّ وإذا بشاب أشقر، طويل القامة، عيناه بلون البحر،
لا تخطئ عيناك أوروبيته من النظرة الأولى ..
تسربل بذلك الإحرام، ليعطيه شكلاً
لكم تألفه عيني، إذ نادراً ما ترى أوروبياً مسلماً،
فبدا مظهره في الإحرام كأنه صورة صغيرة
ركب عليها برواز كبير غليظ لا يناسقها بالحجم ولا بالشكل،
ولكن سبحان من استجاب دعاء إبراهيم:
" واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ..."،
ابتسم في وجهي فرددت ابتسامته بمثلها أو بأحسن منها،
وهممت بسؤاله بلغة إنجليزية ذات "راء" أمريكية
أعكس فيها فشخرتي واستعراضي بثقافتي الأمريكية،
إلا أنه فاجئني بقوله:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أخي ...
كان يتحدث بعربية فصحى تعرضت حروفها للكسر والعجمة من لسانه ..
- وعليكم السلام يا أخي ...
- من أي بلاد الله أنت يا أخي؟
- أنا من الكويت وهل تعرفها؟ وأنت من أين؟
أحسست بأني في مسلسل مدبلج أو "افتح يا سمسم"
وأنا أتحدث العربية الفصحى لأول مرة في حياتي،
ففي مشوار حياتي كلها كنت أتحدث بلهجة خليجية،
وقد ألجأ من باب
المداعبة للتحدث بلهجة عراقية، مصرية، لبنانية ...
لكن أن أتحدث العربية الفصحى، فقد كان غريباً بعض الشيء ..
- أنا من هولندا، ولا أعرف عن الكويت غير رسمها
على الخريطة وإنكم محظوظون لأنكم بلد عربي ومسلم ..
- وأنتم محظوظون في هولندا،
لأنكم تتسممون بالأفيون والحشيش في مقاهيكم، وتحت أعين الشرطة!
ابتسم، وهو يرد على دعابتي بعربيته الفصحى:
- وأنتم محظوظون لاتصالكم بسر الخلود ..
وأفيون السعادة الذي يخرجكم عن الدائرة!
- أي دائرة تعني؟
- الدائرة التي يعيشها الإنسان: ولادة .. دراسة .. عمل .. زواج ثم فناء!!
يتبع
|
|
|
12-01-2019, 07:50 AM
|
#3
|
حقاً تستحق التقدير على هذا المجهود الرائع والكبير
موضوع جميل جداً استمتعت به
ننتظر منك المزيد من الابداع
اتمنى لك السعاده والتوفيق..
|
|
|
12-01-2019, 07:50 AM
|
#4
|
متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك على الانتقآء المميز
بـ نتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي
لك كل الود والاحترام
|
|
|
12-01-2019, 07:50 AM
|
#5
|
كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير
|
|
|
12-01-2019, 07:50 AM
|
#6
|
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥
جزاك الله خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
|
|
|
12-01-2019, 07:50 AM
|
#7
|
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك
مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
|
|
|
12-01-2019, 07:50 AM
|
#8
|
يعطيك العافية على جمال طرحك
طرح رائع ومميز واختيار موفق
سلمت يمناك لرقي وتميز طرحك
بانتظار جديدك القادم
و دي وجنائن وردي لروحك
|
|
|
12-01-2019, 07:50 AM
|
#9
|
سبحان الله هذا الأشقر الأحمر،
الذي جاء من آخر أقاصي أوروبا يتحدث بنفس لغة تفكيري!
ويعرف الدائرة، أطرقت قليلاً وقلت له:
- ما الذي يخرجني عن الدائرة؟ فكلنا محكومون بها!
- سر الخروج عن الدائرة أنتم من يملكه، وخروجك عن الدائرة يجب أن يكون ضمن الدائرة!!
لم أفهم شيئاً من فلسفتك، كيف أخرج من الدائرة وأنا أمشي فيها؟
الفرق بيننا وبينكم بأننا نحتاج إلى أن نبحث ونقرأ ونقارن بين الفلسفات
والديانات حتى نصل إلى الحقيقة، أما أنتم
فمحظوظون لأنكم ورثتموها جاهزة بكل يسر ..
ولعل تلك الوراثة هي التي منعتكم من التفكير فيها .
حيرتني معك يا هذا .. لم أفهم شيئاً مما تقول .
تخيل أنك في ممر طويل ومظلم، ترى في آخره بابان ...
وكل إنسان مجبور بأن يمشي لآخر الممر،
وحينما يصل سيفتح له أحد البابين ليدخله .
تخيل أن الناس الماشون في هذا الممر على صنفين، صنف يعلم ما وراء كل باب، وصنف حيران، لا يدري ولا يمكن له أن يتخيل ما وراء البابين، ولكن الجميع يمشي نحو البابين، فما هو الفرق في نظرك بين نفسية الصنفين؟
- امممم .. لعل الذي يعلم ما وراء الباب سيحس بطعم مشيه وسببه ...
أما الآخرون فلا مذاق لخطواتهم، وستكون نفسياتهم مضطربة قلقة طوال الطريق .
هذا مثلنا ومثلكم .. فالإسلام قد بين لكم نهاية رحلة الدنيا، أما نحن فلا ندري لماذا نقطع هذه الرحلة أو نعيش في هذه الدائرة، وتحار عقولنا وقلوبنا في أن تجد تفسيراً لرحلة الحياة ... لذا نحاول أن نتلذذ بكل المتع التي نراها في الطريق المظلم، ولكن ينقصنا معرفة النهاية .
- لكن المسيحية قد دلتكم على طريق النهاية ..
- عذراً لعلي أخطأت في التوضيح .. المعرفة شيء، والإيمان شيء آخر، الكثير منا يعرف النهاية لكن قلة هم الذين يؤمنون بها ويوقنون بما وراء الباب! وهذا الإيمان واليقين لا يعرفه إلا من ذاق اللذة ...
- وكيف تتذوق اللذة؟
- بالنسبة لي فقد عشت في ظلام لسنوات طويلة، لذا حينما رأيت النور عرفت الفرق .. عرفت اللذة ..
- شعرت بأن هذا الأوروبي قد ذاق شيئاً في الدين لم أذقه من قبل ..
يتبع
|
|
|
12-01-2019, 07:51 AM
|
#10
|
وأحس بحيرتي، فأكمل من تلقاء نفسه:
- منذ سبعة سنوات، كنت شاباً غضاَ في أول العشرينات من عمري،
وذهبت إلى زيارة للقاهرة، وبالرغم من كل ما يدهش الأوروبي
من أهرامات وجمال ومتاحف، إلا
أنه أكثر ما سحرني هي تلك الزيارة لأحد المساجد التاريخية،
وكان ذلك وقت صلاة العصر، ووقفت عند باب الجامع
لأشاهد منظراً يبدو مألوفاً لديكم، شاهدت الناس
تخرج من الصلاة، فسحرني منظر تلك الوجوه الناعمة،
تعلوها مسحة الإيمان. وتشع ضياءً وراحة نفسية ..
رأيت غير الوجوه التي أعرفها في حياتي .. رأيتهم
يبتسمون بطيبة ورقة لم أرها من قبل ..
لم أتمالك نفسي فاقتربت من أحدهم أسأله بالإنجليزية
إلا أنه لم يكن يتحدثها فلم يفهم ما بي،
ولكنه حتما لمح التشوق والتلهف
في عيني، فقلب في وجوه الناس حتى رأى أحدهم
يتحدث الإنجليزية فناداه، وقلت له أريد أن أفعل مثلكم،
أريد أن أصلي! فابتسم الرجل وطلب مني الحضور بعد
ساعتين على توقيت صلاة المغرب، وأفهمني بفكرة مواقيت صلاة الجماعة،
ووقفت منتظراً، فأخذني ذلك الرجل البسيط الفقير ودعاني إلى كوب من الشاي المصري
الثقيل، وشرح لي بإنجليزيته المكسرة شيئاً عن الصلاة وفكرتها،
وظللت أسأله وهو يجيب بصدر رحب، إلى أن علا صوت الأذان من تلك القبة القاهرية المزركشة،
وشعرت بالأذان ينساب في شرياني ويجري في عصبي ودمي ..
وبالرغم من عدم فهمي لمعانيه .. إلا أني شعرت بأنه نداء خاص
يأتيني من فوق الغيوم ومن وراء
النجوم .. ثم قمت للوضوء مع الرجل ..
وصليت الجماعة ولم أفهم منها سوى كلمة آمين!
- ثم أعلنت إسلامك؟
يتبع
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:33 PM
| | | | | | | | | |