عدد الضغطات : 1,532عدد الضغطات : 1,159عدد الضغطات : 1,475عدد الضغطات : 2,694
عدد الضغطات : 3,643عدد الضغطات : 2,661عدد الضغطات : 779عدد الضغطات : 747
عدد الضغطات : 1,016عدد الضغطات : 546عدد الضغطات : 645عدد الضغطات : 95
عدد الضغطات : 1,926عدد الضغطات : 682عدد الضغطات : 1,037عدد الضغطات : 992
عدد الضغطات : 575عدد الضغطات : 1,894عدد الضغطات : 628عدد الضغطات : 319

الإهداءات


العودة   منتديات اميرة خواطر > .:: l الاقسام الاسلامية l .:: > ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-13-2020, 07:14 PM
عنيده غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
Awards Showcase
 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » Apr 2017
 آخر حضور » اليوم (02:23 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 97,719 [ + ]
تقييمآتي » 1201
الاعجابات المتلقاة » 4784
الشكر المتلقاة »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » mbc
آلعمر  » الرياض
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » عنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud of
ام ام اس ~
MMS ~
 
افتراضي من أسباب محبة الله تعالى عبدا ( الإحسان )




الإحسان بمعنى الإنفاق سرًّا وعلانية وكظم الغيظ والعفو:

يقول تعالى: ï´؟ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [آل عمران: 134].. قال ابن كثير: ذكر تعالى صفةَ أهل الجنة فقال: ï´؟ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ï´¾؛ أي في الشدَّة والرخاء والمنشَط والمكره والصحة والمرض وفي جميع الأحوال؛ كما قال: ï´؟ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً ï´¾ [البقرة: 274]، والمعنى أنهم لا يشغلهم أمرٌ عن طاعة الله تعالى والإنفاق في مراضيه والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البِرِّ. وقال الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّكم مال وارثه أحب إليه من ماله» قالوا: يا رسول الله! ما منّا أحدٌ إلا مالُه أحبُّ إليه من مال وارثه، قال: «اعلموا أنه ليس منكم أحدٌ إلا مالُ وارثه أحبُّ إليه من مالِه.. ما لَك من مالِك إلا ما قدَّمتَ، وما لوارثِك إلا ما أخرت»[31].

وقوله تعالى: ï´؟ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ï´¾؛ أي إذا ثار بهم الغيظُ كَظَموه بمعنى كتموه فلم يُعمِلوه، وعفوْا مع ذلك عمن أساء إليهم[32].

فقوله تعالى: ï´؟ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ï´¾؛ أي لا يُعمِلون غضبَهم في الناس، بل يكفُّون عنهم شرَّهم ويحتسبون ذلك عند الله - عز وجل- . ثم قال تعالى: ï´؟ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ï´¾؛ أي مع كفّ الشر يعفون عمّن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدةٌ على أحدٍ، وهذا أكمل الأحوال؛ ولهذا قال: ï´؟ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾؛ فهذا من مقامات الإحسان.

وقال - صلى الله عليه وسلم- في فضل العفو عن الناس: «ثلاثٌ أقسِم عليهن؛ ما نقص مالٌ من صدقة، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، ومن تواضع لله رفعَه الله»[33].

ومما ورد في فضل كظم الغيظ: عن أبي هريرة -رضى الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس الشديد بالصُّرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»[34]. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تعدُّون الصُّرعة فيكم»؟ قلنا: الذي لا تصرَعه الرجال، قال: «لا، ولكن الذي يملك نفسه عن الغضب»[35]. وقال - صلى الله عليه وسلم-: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنفِذَه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره من أي الحور شاء»[36].

وقد وردت هذه الآية في معرض سرد بعض صفات المتَّقين، والإحسان في هذه الآية يتضمَّن ثلاثةَ أبوابٍ من الخيْر هي:
1- الإنفاق في السرَّاء والضرَّاء، وهو تأكيد على ما جاء في الآية السابقة.

2- كظمُ الغيظ. قال أبو عبد الله القرطبي -رحمه الله تعالى- في تفسيره: وكظْمُ الغيظ ردُّه في الجوْف؛ يقال كظَم غيظَه أي سكت عليه ولم يُظهره مع قدرته على إيقاعه بعدُوِّه، وكظمت السِّقاء أي ملأته وسددت عليه، والكاظمة ما يُسدّ به مجرى الماء؛ ومنه الكظام للسيْر الذي يسدّ به فمُ الزمة والقربة. وكظم البعير جرَّته إذا ردها في جوفه؛ وقد يُقال لحبسه الجرة قبل أن يُرسلها إلى فيه: كظم، حكاه الزجاج. يقال: كظم البعير والناقة إذا لم يجرّا، ومنه:
فأفضنَ بعد كظومهنَّ بجرّة
من ذي الأبارقِ إذ رعَين حقيلا[37]



ومنه رجلٌ كظيم ومكظوم إذا كان ممتلئًا غمًّا وحُزنا. وفي التنـزيل: ï´؟ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ï´¾ [يوسف: 84]، وï´؟ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ï´¾ [النحل: 58]، وï´؟ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ï´¾ [القلم: 48]. والغيظُ أصلُ الغضب، وكثيرًا ما يتلازمان؛ لكن فُرقان ما بينهما أن الغيظ لا يظهر على الجوارح، بخلاف الغضب فإنّه يظهر في الجوارح مع فعلٍ ما ولابد. ولهذا جاء إسناد الغضب إلى الله تعالى؛ إذ هو عبارةٌ عن أفعالِه في المغضوب عليهم[38]، وقد فسّر بعض الناس الغيظ بالغضب، وليس بجيّد والله أعلم، انتهى عن القرطبي[39].

3- العفو عن الناس: قال القرطبي: العفوُ عن الناس من أجَلِّ ضروب فعل الخير؛ وهذا حيث يجوز للإنسان أن لا يعفو وحيث يتّجِه حقُّه. وكل من استحق عقوبةً فتركت له فقَد عُفِي عنه. واختلف في معنى «عن الناس»؛ فقال أبو العالية والكلبي والزجاج: ï´؟ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ï´¾ يريد عن المماليك.. قال ابن عطية: وهذا حسنٌ على جهة المثال؛ إذ هم الخدَمة فهم يُذنِبون كثيرًا والقدرة عليهم متيسِّرة، وإنفاذ العقوبة سهل؛ فلذلك مثل هذا المفسّر به... وقال زيد بن أسلم: ï´؟ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ï´¾ عن ظلمهم وإساءتهم، وهذا عام، وهو ظاهر الآية... فمدَح اللهُ تعالى الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم؛ فقال: ï´؟ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ï´¾ [الشورى: 37]، وأثنى على الكاظمين الغيظ بقوله: ï´؟ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ï´¾، وأخبر أنه يحبُّهم بإحسانهم في ذلك. ووردت في كظم الغيظ والعفو عن الناس وملك النفس عند الغضب أحاديث؛ وذلك من أعظم العبادة وجهاد النفس... انتهى عن القرطبي باختصار[40].

ثالثًا: الإحسان في القتال:
قال تعالى: ï´؟ فَآتَاهُمْ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [آل عمران: 148].

فقد بيّنت الآيةُ ثواب الله تعالى للمحسنين في الدنيا والآخرة، وقال المفسرون: المقصودُ بثواب الدنيا النصرُ والظفر والغنيمة، وحسن ثواب الآخرة يعني الفوز برضا ربهم والنعيم المقيم؛ الذي قد سَلِمَ من جميع المنكدات[41]. ولكن من هم المحسنون في هذه الآية الذين استحقوا الظفر في الدنيا والجنة في الآخرة؟؟ ذلك ما تبيِّنه الآيتان قبلها.. قال تعالى: ï´؟وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَï´¾ [آل عمران: 146-147].

قال العلماء: الرِبِّيُّون جمع رِبي -بضم الراء وكسرها- وهو الجَمع الكثير، قال بعضهم: عشرة آلاف، ويصح أنهم أتباعُ الرُّسُل الذين صبروا معهم، ويصح أنه منسوب إلى الرَّبِّ، حسب قراءة ابن عباس -بفتح الرَّاء- وهم الرَّبانيُّون. وقال الزجّاج: هاهنا قراءتان «رُبيون» بضم الراء و«رِبيون» بكسر الراء؛ أما الرُبيون فهم الجماعات الكثيرة ويقال: عشرة آلاف. قلت [أي القرطبي]: وقد رُوِي عن ابن عباس «رَبيون» بفتح الراء منسوبٌ إلى الرَّبِّ، قال الخليل: الرُِّبي الواحد من العباد الذين صبَروا مع الأنبياء، وهم الربانيون.. نسبوا إلى التألُّه والعبادة ومعرفة الربوبية لله تعالى، والله أعلم[42].

قالوا: والوهنُ الضعف وانكسار الجانب والخوف، والاستكانةُ الذِّلَّة والخضوع.

وهذه الثلاثة من صفات الجبناء الجزعين، ولذا قال تعالى بعدها: ï´؟ وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ï´¾، وسيأتي في سبب الصبر.

وفي الآية التالية قال القرطبي: ï´؟ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ï´¾ يعني الصغائر، ï´؟ وَإِسْرَافَنَا ï´¾ يعني الكبائر.
والإسراف: الإفراطُ في الشيء ومجاوزةُ الحدّ[43].

وقد سبق -في الباب الثاني- أن الإسراف مانعٌ من حصولِ محبة الله للعبد، فالمحسنون هنا يستغفرون منه.

استأنف القرطبي: وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي أنه كان يدعو بهذا الدعاء: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني»[44]، وذكر الحديث.

فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدَع ما سواه، ولا يقولُ أختار له؛ فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه وعلَّمهم كيف يدعون.

وهذه الفقرة الأخيرة من كلام القرطبي يصح أن تنسحب على أول الآية: ï´؟ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ï´¾، وبذا يكون الإحسانُ يعني متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وهو معنى ربيُّون على قول الخليل.

وقال السعدي: ثم إنهم لم يتَّكِلوا على ما بذلوا جهدَهم به من الصبْر، بل اعتمدوا على الله، وسألوه أن يثبِّت أقدامهم عند مُلاقاةِ الأعداء الكافرين، وأن ينصرَهم عليهِم، فجمعوا بين الصبر وترك هذه، والتوبة والاستغفار والاستنصار بربِّهم، لا جرَم أن الله نصرَهم وجعل لهم العاقبةَ في الدنيا والآخرة[45].

وقد جمع اللهُ تعالى من صفات المحسنين والدلالة عليهم في هذه الآيات الثلاث ما يلي:
1- اتباعهم النبيِّين، والقتالُ صفًّا أي في جماعة. وسبق أن ذكرنا الاتباع المذكور في آل عمران [آية 31]، وسيأتي إن شاء الله ذكر المقاتلة صفًّا في سورة الصف [الآية 4]. وهذا اتباعٌ في العمل والجهاد، وهناك اتباعٌ في القول كما سيأتي.

2- عدم الضعف والانهيار أمام الجِرَاح، ومن أصرحه ما حصل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولصحابته -رضوان الله عليهم- يوم أُحُد.


3- عدم الذِّلّة والانكسار. وسيأتي في آية المائدة [54] بمشيئة الله.

4- الصبر، وسنعود إليه إن شاء الله ولهذه الآيات نفسها في سبب الصبر.

5- الاستغفار من الصغائر والكبائر، والاستغفار يكون من العصيان ومن غير عصيان.. قال تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم- وهو معصوم: ï´؟ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ï´¾ [غافر: 55، ومحمد: 19].

6- سؤال الله تعالى الثباتَ والنُّصرة، وهو الدعاء، وهو أهم أسباب النصر. وإذًا فكل هذه تسمى إحسانًا.

رابعًا: العفوُ والصفْح:
قال تعالى: ï´؟ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [المائدة: 13]. والإحسانُ في هذه الآية هو بمعناه اللغوي الذي هو العفْوُ والصفح عن الخائنين من اليهود؛ الذين نقضوا عهدهم مع الرسول - صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب، وهمُّوا بقتلِه، وسبُّوه، ولم يؤمنوا به، وألبّوا الناس عليه، وحرّفوا كلام الله في التوراة، وضلَّلُوا الناس، فأُمِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالعفو والصفح عنهم، كما قال في سورة البقرة: ï´؟ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ï´¾ [البقرة: 109].

ولكن قيل هذا الحكم منسوخٌ بآية السيف، وقيل بقوله تعالى: ï´؟ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً ï´¾ [الأنفال: 58]، وقيل: فاعفُ عنهم واصفح مادام بينك وبينهم عهدٌ وهم أهل الذمة.

وقد بيّنا -فيما سبق- أن هذا ليس على إطلاقه، وأن آياتِ الصفح وآيات السيف يُعمَل بكلٍّ منها في ظروفِهِ التي هي أنسبُ له؛ فإن حصَل أن كان إمامٌ مسلِمٌ في حربٍ مع أهل الذمّة، ثم عقدوا صُلْحًا فيَجوز للإمام أن يأخذ بأحد الحكمين والله أعلم، على أنِّي أختار الإحسانَ إليهم والله الهادي إلى الصراط المستقيم، فإن بدرت منهم الخيانة فليس لهم عندي إلا حكم سعدٍ في بني قريظة والله المستعان، وبما أن اليهودَ لابد أن تبدر منهم الخيانة فسيؤول أمرُهم إلى حُكم سعد -رضى الله عنه-، ولن يُخرِجونا من إحسانِنا.

خامسًا: التقوى والإيمان والعملُ الصالح:
قال تعالى: ï´؟ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [المائدة: 93].

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: لما نزَل تحريمُ الخمرِ قال قومٌ: كيف بمن مات منَّا وهو يشربها ويأكل الميْسِر فنـزلت[46]؛ فأخبر تعالى أن الإثم والذمّ إنما يتعلق بفعل المعاصِي، والذين ماتوا قبل التحريم ليسوا بعاصين ï´؟ إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ï´¾؛ أي ليس عليهم جناحٌ فيما تناوَلُوه من المأكول والمشروب إذا اتقَوْا المحرَّم وثبَتُوا على الإيمان والأعمال الصالحة، ï´؟ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ï´¾ أي اتَّقَوا المحرَّم وآمنوا بتحريمِه بمعنى اجتنبوا ما حرَّمَه الله، ï´؟ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾؛ أي يحبُّ المتقرِّبين إليه بالأعمال الصالحة. قال في «التَّسْهِيل»: كرَّرَ التقوى مبالغةً، وقيل: الرُّتْبة الأولى: اتِّقَاء الشرك، والثانية: اتقاء المعاصي، والثالثة: اتقاء ما لا بأسَ به حذرًا مما به بأس[47].

والإحسان في هذه الآية هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وهي كلُّها تعني -والله أعلم- التزام الشرع، فما كان حرامًا حرَّموه، وما لم يكن حرامًا في زمنهم وأتوه فليس عليهم جُناحٌ فيه، فهذه الآية تدفع توهُّم الإحسان فيمن ماتوا قبل إتمام النعمة واكتمال الدين في زمنهم؛ كعثمانَ بن مظعون وغيره - رضي الله عنه - وإنَّما تؤكد إحسانَ من التزم شرع الله ولو كان قليلاً، وفي المقابل تحمِل على من فرّط في بعض الوحْيِ بعد أن كثُرت الشرائع، والله أعلم.

كذلك، فإنَّ مما نستفيدُه نحنُ من هذا الآية هو الاستمرار على التقوى والإيمان والعمل الصالح؛ فالإحسانُ هنا -والله أعلم- هو دوامُ المحافَظة على التقوى؛ أي اجتناب المحرّمات، ودوام الإيمان؛ أي مراقبة الله، والمدوامة على العمل الصالح.

خلاصة هذا السبب:
وإذًا يكون الإحسانُ الذي يحبه الله ويحبُّ فاعليه قد ورد في القرآن الكريم في هذه الصُّوَر:
1- الإنفاق في وجوه البرّ، وعلى رأسها الإنفاق في سبيل الله [الجهاد].

2- كظم الغيظ، ودفع الغضب.

3- العفو عن الناس عند المقدرة عليهم.

4- اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم-، في القتال والعمل والقول جميعًا.

5- عدم الضعف والتمارض؛ خاصة عن الجهاد في سبيل الله.

6- عدم الذلة والهوان أمام الأعداء.

7- الصبر، وخاصة في الجهاد.

8- الاستغفار من الصغائر والكبائر، وحتى لو ظنّ الإنسانُ بنفسه الخير.

9- دعاء الله تعالى وسؤاله الثبات والنصرة.

10- المدوامة على التقوى والإيمان والعمل الصالح. والله أعلم بالحق والهادي إليه.


[1] [متفَقٌ عليه] أخرجه البخاري في الإيمان [ح50]، ومسلم في الإيمان [ح9] من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه -. وأما حديث عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - فأخرجه مسلم في الإيمان [ح8].

[2] يعني بأمير المؤمنين عليًّا - رضى الله عنه -. وانظر: «البصائر» [2/465]، و«الذريعة» [ص24]، و«نهج البلاغة» [ص674]، وفيه: قيمة كل امرئ ما يحسنه.

[3] انظر: «نهج البلاغة» [ص708].

[4] انظر: «مفردات القرآن» [ص323].

[5] [صحيح] تقدم تخريجه







[/A





[/ALIGN]




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #2



 
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » May 2017
 آخر حضور » 07-01-2018 (08:34 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 9,070
الاعجابات المتلقاة » 298
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » اميرة الحرف is on a distinguished road
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي
أس ام أس. ~
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

اميرة الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي



متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك على الانتقآء المميز
بـ نتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي
لك كل الود والاحترام




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #3



 
 عضويتي » 133
 جيت فيذا » Sep 2017
 آخر حضور » اليوم (08:36 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 10,217
الاعجابات المتلقاة » 29
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » انوثة طاغية will become famous soon enoughانوثة طاغية will become famous soon enough
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي
 آوسِمتي »
 

انوثة طاغية غير متواجد حالياً

افتراضي



كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك بانتظار الجديد القادم

دمت بكل خير




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #4



 
 عضويتي » 66
 جيت فيذا » Jul 2017
 آخر حضور » 07-29-2021 (08:18 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 17,495
الاعجابات المتلقاة » 261
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » عمري لك is on a distinguished road
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

عمري لك غير متواجد حالياً

افتراضي



شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #5



 
 عضويتي » 369
 جيت فيذا » May 2018
 آخر حضور » 05-29-2021 (03:00 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 14,752
الاعجابات المتلقاة » 52
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » abudhabi
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » النجلاء is on a distinguished road
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك ithad
قناتك  » قناتك Adobe Photoshop 7,0
ناديك  » اشجع 7up
مَزآجِي  » مزاجي
 آوسِمتي »
 

النجلاء غير متواجد حالياً

افتراضي



كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك بانتظار الجديد القادم

دمت بكل خير




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #6



 
 عضويتي » 23
 جيت فيذا » May 2017
 آخر حضور » 03-31-2024 (04:47 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 63,844
الاعجابات المتلقاة » 1970
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ضامية الشوق is just really niceضامية الشوق is just really niceضامية الشوق is just really niceضامية الشوق is just really niceضامية الشوق is just really nice
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي
أس ام أس ~
MMS ~
 

ضامية الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي



شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى بارك الله فيك

ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة

لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #7



 
 عضويتي » 258
 جيت فيذا » Feb 2018
 آخر حضور » 09-08-2020 (02:39 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 22,923
الاعجابات المتلقاة » 129
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » رواية will become famous soon enoughرواية will become famous soon enough
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

رواية غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العافية على جمال طرحك
طرح رائع ومميز واختيار موفق
سلمت يمناك لرقي وتميز طرحك
بانتظار جديدك القادم
و دي وجنائن وردي لروحك




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #8



 
 عضويتي » 19
 جيت فيذا » May 2017
 آخر حضور » 09-07-2020 (05:25 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 7,769
الاعجابات المتلقاة » 46
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » غيوم has a spectacular aura aboutغيوم has a spectacular aura aboutغيوم has a spectacular aura about
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

غيوم غير متواجد حالياً

افتراضي



طرح رائع وانتقاء مميز حماك الله واسعدك..
يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع
لا حرمنا من إبداعكـ ..
ب إنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق
ل قلبكـ طوق الياسمين




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #9



 
 عضويتي » 53
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » 09-07-2020 (05:25 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 7,360
الاعجابات المتلقاة » 45
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » شوق is on a distinguished road
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  » مزاجي
 

شوق غير متواجد حالياً

افتراضي



فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـً العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـً
بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ




رد مع اقتباس
قديم 11-13-2020, 07:15 PM   #10



 
 عضويتي » 817
 جيت فيذا » Jun 2020
 آخر حضور » 07-11-2020 (02:56 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 3,175
الاعجابات المتلقاة » 76
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » abudhabi
آلعمر  » حفر الباطن
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » هيام has a spectacular aura aboutهيام has a spectacular aura aboutهيام has a spectacular aura about
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك ithad
قناتك  » قناتك Adobe Photoshop 7,0
ناديك  » اشجع 7up
مَزآجِي  » مزاجي
 

هيام غير متواجد حالياً

افتراضي



طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة
تحياااتي




رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محبة, أسباب, الله, الإحسان, تعالى, عبدا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشارات محبة الله لك عنيده ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩ 48 05-16-2019 11:20 PM
ثمرات محبة الله تعالى للعبد اميرة خواطر ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩ 30 12-03-2018 09:21 PM
الصلاة لوقتها دليل محبة الله ضامية الشوق ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩ 11 09-11-2018 03:38 PM
محبة النبي- صلى الله عليه وسلم- امير العاشقين ۩۝ اَلَرَسَوًّلَ وًَّصَحَاَبَتَهَ اَلَكَِرَاَمَْ ۝ 7 02-27-2018 07:34 PM
من أسباب محبة الله تعالى عبدا ( الحب في الله وحب الأنصار ) نزف قلم ۩۝ اَلَرَسَوًّلَ وًَّصَحَاَبَتَهَ اَلَكَِرَاَمَْ ۝ 6 11-06-2017 11:26 AM


الساعة الآن 08:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd


new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون

Security team

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79