#1
|
|||||||||
|
|||||||||
العقوق الصامت
العقوق الصامت
يؤلمني جدا منظر أم تجاوزت الاربعين او الخمسين او الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية موفورة الصحة والعافية او خدمة ابنائها الصغار! يؤلمني جدا أن أرى أباً تجاوز الاربعين او الخمسين او الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر يخدم ابنه الشاب العشريني والثلاثيني الذي لا يفتأ يزمجر و يطالب بحقوقه او هو من يقوم بشراء مقاضي البيت بدلا عنهم ! إن العقوق ليس صراخا أو شتما أو رفع صوت على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر إيلاما من صور العقوق الصريحة! ••••••••••••••••••••• من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن وغريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا ! وكل ما ذهبنا لمكان ما لعمل أو لنزهة تركنا صغارنا عندها بحجة لم يوجد أحد يرعاهم في غيابنا أو بحجة ان الصغار يكدروا نزهتنا او بحجة ممنوع دخول الأطفال لمكان ما ثم نذهب نحن لنلهو ونفرح ونترك الأم تعاني مشقة نومها ونومهم فضلا عن نظافة البيت ونظافتهم من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرنا… لأن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي و الجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب والشابات! ••••••••••••••••••••• إن نفس الأم وكذلك الأب عند كبرهم تصبح نفساً رقيقة في غاية الحساسية، تجرحها كلمة و تؤلمها لفتة… وأشد ما يؤلمها هو رؤية أحد الأبناء في مشاكل وتعب… هناك مشاكل يمكننا حلها بأنفسنا… هناك ثرثرة و شكوى فارغة نستطيع أن نبقيها لأنفسنا أو لأصدقاءنا … بِراً بأمهاتنا وآباءنا! لنسعدهما كما أسعدونا ونحن صغار! لنريحهما كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا المزعجة ومراهقتنا الثائرة! لنضغط على أنفسنا قليلا من أجلهما كما ضغطوا على أنفسهم كثيرا و حرموا أنفسهم من متع عديدة لكي لا تربينا خادمة أو لكي لا نبقى وحدنا في البيت! لنساعدهما على استيعاب جمال التضحيات التي قدموها من أجلنا! •••••••••••••••••• لنكن ناضجين في تعاملنا مع والدينا… ناضجين ومسؤولين في السعي وراء طموحاتنا! أعمالنا وأبناؤنا مسؤوليتنا وليسوا مسؤولية أمهاتنا وآباءنا! لقد تعبوا بما يكفي في شبابهم و أدوا كامل واجباتهم ومسؤولياتهم… وآن لهم أن يستريحوا ويعيشوا في هدوء واسترخاء! الأم الستينية اليوم في مرحلة تُخدَم فيها و لا تَخدِم ! إن الأب الستيني أو السبعيني اليوم في مرحلة قطف الثمار، لا زرع البذور وسقايتها! ولابد أن نتذكر دائما أن آيات البر بالوالدين جاءت عامة ثم مخصصة للوالدين عند كبر سنهما لما يحدث لهما من ضعف و تغيرات نفسية وجسدية لا يمكن أن يستوعبها الشباب غالبا، لذلك جاء التذكير ••••••••••••••••••••••• قال تعالى : “إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً” رزقني الله و إياكم بر والدينا لأننا بدون برهما لا نساوي شيئاً. اللهم اغفر وارحم لي ولوالدي ووالديكم وللمسلمين والمسلمات اجمعين الاحياء والاموات يارب العالمين. { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } |
06-22-2018, 01:24 PM | #2 |
|
متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك على الانتقآء المميز بـ نتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي لك كل الود والاحترام |
|
06-22-2018, 09:22 PM | #4 |
|
آختيَآرَ جَميلَ جِدآ سَلمتِ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ وَسَلِمتَ يُمنَآك المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميز جَزيَلِ شُكِريَ لَروحكُ آلوَرد .. |
|
06-22-2018, 11:40 PM | #5 |
|
طرح رائع راق لي كثيرا
وبطاقات طرحك ولا أروع لاحرمنا الله من إبداعك سلمت وسلمت مواضيعك الراقية كنت هنا وراق لي إبداعك |
|
06-23-2018, 09:37 AM | #9 |
|
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب اناار الله قلبكك بالايمــــــــان وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ لكـ شكري وتقديري |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الصامت, العقوق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الصداقة السامة للنقاش | هاشم هاشمي | منتدى الرأى والرأى الاخر | 27 | 05-04-2022 04:17 PM |
الحب الصامت | المها | الخواطر المنقولة من ذآقة الاعضاء | 18 | 04-10-2020 11:08 PM |
هل تعانين من زوجك الصامت ؟ | اميرة الحرف | نَبََضَ اَلَحَيَاَهَ اَلَزَّوًّجَيَهَ | 17 | 03-10-2019 06:51 PM |
المرض الصامت | عنيده | ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩ | 24 | 12-26-2018 07:11 PM |
الصامت المترف | غيوم | ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩ | 8 | 07-26-2017 04:42 PM |