#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الاستغفار للمؤمنين أعظم معروف يُسدى لهم .
الاستغفار للمؤمنين أعظم معروف يُسدى لهم . إن الاستغفار للمؤمنين أعظم معروف يُسدى لهم؛ لتضمنه طلبَ الله لهم بمحو سيئاتهم وسترهم دون هتك. وهي أعظم دعوة يُدعى لهم بها؛ إذ هي الدعوة الوحيدة التي أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو بها للمؤمنين، كما قرر ابن تيمية. وبركة ذلك الاستغفار عظيمة عظيمة! إذ يُرجى أن يحظى ذلك المستغفر بإجابة دعائه واستغفار الملك له بعدد أولئك المؤمنين! ملايين الدعوات في بضع ثوانٍ! ولا نكارة في ذلك؛ إذ فضل الله واسع، وعطاؤه غدق، لا يحده تصور أو حسبة بشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل " رواه مسلم؛ ولذا قال الشعبي: " ما من دعوة أحب إلى الله - عز وجل - من أن أقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات؛ فإني أرجو أن يرد الله عليه بكل مؤمن ومؤمنة في بطن الأرض أو على ظهرها ". وسأل ابنُ جريج عطاءَ بن أبي رباح: أستغفر للمؤمنين والمؤمنات ؟ قال: نعم، قد أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فإن ذلك الواجبُ على الناس، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19]، قلت: أفتدع ذلك في المكتوبة أبداً ؟ قال: لا، قلت: فبمن تبدأ، بنفسك أم بالمؤمنين ؟ قال: بل بنفسي، كما قال الله: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾. قال ابن القيم: " الجميع مشتركون في الحاجة، بل في الضرورة إلى مغفرة الله وعفوه ورحمته؛ فكما يحب أن يستغفر له أخوه المسلم كذلك هو أيضا ينبغي أن يستغفر لأخيه المسلم؛ فيصير هِجِّيراه رب اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات، وقد كان بعض السلف يستحب لكل أحد أن يداوم على هذا الدعاء كل يوم سبعين مرة؛ فيجعل له منه ورداً؛ لا يُخِلُّ به، وسمعت شيخنا - يقصد ابن تيمية - يذكره، وذكر فيه فضلاً عظيماً لا أحفظه، وربما كان من جملة أوراده التي لا يخل بها، وسمعته يقول: إن جعله بين السجدتين جائز. فإذا شهد العبد أن إخوانه مصابون بمثل ما أصيب به، محتاجون إلى ما هو محتاج إليه؛ لم يمتنع من مساعدتهم إلا لفرط جهلٍ بمغفرة الله وفضله، وحقيق بهذا أن لا يُساعَد؛ فإن الجزاء من جنس العمل ". الاستغفار للمؤمنين يسلّم القلب من الدغل والحسد، وتأمل كيف قرن تباّع السلف بين طلب المغفرة للمؤمنين وطلب تنقية الله قلوبهم من داء الغل العضال: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. وكما أن ذلك الاستغفار مطهرة لقلب صاحبه؛ فإنه جالب لمحبة المؤمنين، ومروِّض شماس نفوسهم؛ وذاك ما أرشد الله إليه نبيه صلى الله عليه وسلم في طريق تأليف قلوب المؤمنين وانعطافها له إذ يقول: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]. وذلك الاستغفار أمارة الانتفاع بالعلم الدال على إرادة الله الخير بصاحبه، كما قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19]. وحتى يؤتي ذلك الاستغفار هذه الثمار؛ فإنه لا بد من مراعاة أدب الدعاء؛ من حضور القلب، والمداومة والإلحاح، والانكسار لله، والابتعاد عن الحوائل المانعة من الإجابة. وإذا كان العبد مأموراً بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بالقول؛ فمن لازم ذلك أن يصدِّق الاستغفارَ العملُ؛ فيكون ناصحاً لهم؛ يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه، ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه، ويحثهم على الخير، وينهاهم عن الشر، ويعفو عن معايبهم ومساويهم، ويحرص على اجتماعهم اجتماعاً تتألف به قلوبهم، ويزول ما بينهم من الأحقاد المفضية للمعاداة والشقاق؛ فإنه بالائتلاف تقل الذنوب، وبالافتراق تكثر الشرور والمعاصي؛ وبذلك يتطابق الاستغفار لأهل الإيمان مع لوازمه؛ فلا يتناقض أو يتشوّه |
02-11-2018, 10:32 AM | #2 |
|
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب اناار الله قلبكك بالايمــــــــان وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ لكـ شكري وتقديري |
|
02-12-2018, 11:51 AM | #4 |
|
طرح بقمة الرووعه
لاعدمنآك ولا عدمنآ طروحك الجميله لك اجمل باقة ورد جوريه دمت بسعاده ورضى الرحمن ودي وشذى الورد *** |
|
02-12-2018, 12:03 PM | #5 | ||
|
|
||
|
02-25-2018, 05:09 PM | #8 |
|
سلمت هالايادي على الطرح الراائع
وعلى هالعطاء اللا محدود بانتظار جديدك القادم لك اطيب المنى وازكى ورد |
|
02-27-2018, 06:58 PM | #9 | |||||||||
|
|
|||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
النداء الاول للمؤمنين في القرآن | المها | اَلَقَرَاَنَ اَلَكَرَيَمَ وًّتَفَسَيَرَهَ | 29 | 07-09-2020 08:43 AM |
سر ابتلاء الله للمؤمنين | االغالي | ۩ اَلَرَسَوًّلَ وًَّصَحَاَبَتَهَ اَلَكَِرَاَمَْ | 21 | 03-10-2020 07:57 AM |
كل معروف صدقة | عنيده | ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩ | 42 | 11-19-2019 12:59 PM |
الاستغفار زاد الابرار .~ | عنيده | ۩ كل ما يتعلق بالدين الاسلامي ۩ | 43 | 10-07-2019 09:31 AM |
تفسير قول الله عز وجل : (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم) | ضامية الشوق | اَلَقَرَاَنَ اَلَكَرَيَمَ وًّتَفَسَيَرَهَ | 21 | 12-30-2018 08:06 PM |