عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-07-2017, 08:25 PM
اميرة الحرف غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
Awards Showcase
 
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » May 2017
 آخر حضور » 07-01-2018 (08:34 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 9,070 [ + ]
تقييمآتي » 10
الاعجابات المتلقاة » 298
الشكر المتلقاة »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » اميرة الحرف is on a distinguished road
أس ام أس ~
ام ام اس ~
MMS ~
 
افتراضي التفسير العلمي لهدي الوحيين نظرة عن قرب (1 - 4)



التفسير العلمي لهدي الوحيين نظرة عن قرب (1 - 4)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فلا خلاف في أن تطوُّر العلوم بشتَّى صنوفها فرَض واقعًا جديدًا أثَّر بشكل كبير؛ ليس فقط على مناحي الحياة بكل جوانبها؛ بل على طريقة التفكير وطبيعة النظرة، حتى فيما يتعلَّق بأمور الدين والعقيدةِ والتشريع.

ولا عجَبَ أن تظهر مع بزوغ فجر التطور العلميِّ والاكتشافات المذهلة في الأرض والفضاء، وظهورِ الكثير من النظريات والأُطروحات في مجالات العلوم الإنسانية - الحاجةُ إلى تفسير بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، من خلال ما ثبَت من تلك العلوم والمكتشفات، على الرغم من حداثة عهدها؛ حيث لم يَتعدَّ عمرُها الافتراضي قرنًا من الزمن.

ومن هنا نشأ ما يُعرف بالتفسير العلميِّ، الذي يمكن تعريفه بأنه:
استخدام بعض معطيات العلوم الحديثة بكل أنواعها: الماديةُ؛ كعلوم الفلك والأرض والفيزياء، والكيمياء والطب، وغيرها، والإنسانيةُ؛ كعلوم النفس والاجتماع وغيرها - التي ثبَت بالكشف العلمي المتواتر، والدليل القاطع، والاستقراء الدقيق: صحةُ بعضها لتفسير بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية؛ لفَهمهما بصورة أوضح، ولبيان وجوه الإعجاز العلميِّ فيهما، باعتبارها دليلًا مقبولًا لذلك، لا أن تكون حُجَّةً عليهما.

ومن الطبيعي أن يَحدث خلافٌ على الساحة الإسلامية حول هذا النوع من اتجاهات التفسير الحديثة؛ بين مُسوِّغ له، وبين مُحجمٍ ومانعٍ، ولكلٍّ حُجته طبعًا.
غير أن الثابت أيضًا أن بعض الاكتشافات العلمية الحديثة، وبعض مُسلَّمات العلوم الإنسانية - أعطت تصوُّراتٍ جديدة عن أمور كانت خافية أو مجهولة تمامًا، أو أن معلوماتنا عنها كانت ناقصة؛ سواء منها ما تعلَّق بالإنسان فردًا أو جماعة، وبالأرض أرضًا أو باعتبارها جزءًا من مجموعتنا الشمسية، وبما هو أبعد من ذلك زمانًا ومكانًا.

وتبقى قضية التفسير عمليةً محكومة بمجموعة ضوابطَ يجب مراعاتها قبل الخوض فيها؛ لكيلا تُحسَب على هدْي الوحيين، وتكون مدخلًا للطعن فيهما مِن قِبَل المتشككين، الذين يَصيدون في الماء العَكِر، ويَتحيَّنون الفرص للطعن في الإسلام بشكل عام، وهذا ما هو حاصل اليوم بشكل واضح!

ويا للأسف! كان بعض الاستغراق في مسألة التفسير العلمي - وخصوصًا من بعض المتخصصين، وغير المتخصصين، أو المأجورين والمندفعين عاطفيًّا - سببًا في تلك الهجمة الشرسة، وخصوصًا في وقتنا هذا الذي يَشهَد موجةَ إلحادٍ وتشكيك في كل ما هو ديني بشكل لافتٍ للنظر، تقف وراءها دوافعُ سياسية واقتصادية واجتماعية، ونفسية وثقافية معروفة.

وقبل الخوض في بيان نماذج لِما صحَّ أن يكون تفسيرًا علميًّا كاملًا أو جزئيًّا من عدمه، أَحْبَبْنا التنويه إلى أمور ثلاثة:
أولها: ما يتعلق بضرورةِ فَهم الغاية الأساسية من القرآن الكريم، وأنه كتاب هداية وتعليم للأمة، وليس كتاب علوم صرفًا، ولكن قد تأتي في بعض الآيات إشاراتٌ علنية وضمنية لأمور في سياق الآية، من غير أن تكون الآية نفسُها معزولة أو منفردة عما قبلها وما بعدها، وكذلك الأمر بالنسبة للسُّنة النبوية، فقد ترد فيها الإشاراتُ ذاتها في سياق موضوع الحديث، دون أن يكون الحديث مُخصَّصًا بعينه لأمور علمية بَحتة.

ثانيها: ما يتعلق بضرورة التحقُّق من كون الفرضية أو النظرية العلمية ثابتةً، ولها أدلة راسخة مُجمَع عليها؛ سواء أكان التحقق بالعين المجرَّدة والكشف الميداني، أو نتيجة بحثٍ واستقصاء ودراسة لعلماء مختصين في مختلف فنون المعرفة والعلوم، أو لمراكز بحثية كبيرة، أو بفعل تجارِبَ علمية متكررة وحثيثة، تشارك بها دول ومؤسسات كتلك التي تحدُث في علوم الفضاء مثلًا.

كل هذا كي نبتعد عن الآراء السطحية، والافتراضات الشكلية، والأمور التي تُبعد القرآن والسُّنة عن غايتهما، وتُحاول جعلهما ميدانًا لاختبار الغَث والسمين مما شاع في زماننا من علوم، وبوسائل شتى؛ منها:
• لَيُّ الألفاظ والتلاعب بها، وقسْر المعلومة قسرًا لتلائم اللفظ القرآنيَّ أو النبوي تارَةً، أو الاستشهاد بأمور تخالف المنطق العلميَّ والعقلي، ودلالةَ اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وتكلَّم بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم نفسُه تارَةً أخرى، تحت دعاوى كثيرة.
ويا للأسف! فهذا الأسلوب شائع جدًّا في هذه الأيام.

ثالثها: أنه حتى بعض الحقائق العلمية الراسخة المجمع عليها، أو تلك التي أخذت شكل المُسلَّمات - خاصة في العلوم الإنسانية في بعض جوانبها التي قد تكون مدخلًا مفترضًا لتفسير آية كريمة، أو جزءٍ منها، أو حديث نبوي صحيح بكلِّه أو بجزئه - لا تعطي تصورًا كاملًا يُفسرها بشكل جامع مانع، وإنما قد يُغطي جزئيةً معينة قد تكون كلمة أو أكثر، والسبب يعود إلى طبيعة النص القرآنيِّ والنبوي، وسنضرب أمثلة على ذلك كله.




رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79