عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-08-2017, 06:08 PM
إحساس الورد غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 
 عضويتي » 11
 جيت فيذا » May 2017
 آخر حضور » 02-17-2020 (06:15 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 827 [ + ]
تقييمآتي » 10
الاعجابات المتلقاة » 81
الشكر المتلقاة »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » إحساس الورد is on a distinguished road
 
افتراضي حفظ الجوارح والأوقات






أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له . . وبعد
لو تأمل الإنسان في قوله تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) .
لأدرك تماماً أن الله تعالى منحه نعماً عظيمة , ومن أعظمها بعد نعمة الإسلام أن جعله بشراً سوياً , ولا تكتمل بشريته إلا إذا حافظ على جوارحه ظاهراً وباطناً , ظاهراً بسلامتها صحياً وباطناً بسلامتها عقدياً , وثمرة سلامتها نجاتها يوم الوقوف بين يدي الله تعالى للحساب .
وما من جارحة إلا وقد خلقها الله تعالى مهيأة لفعل الطاعات , وابتلاها بشهوة من الشهوات امتحاناً واختباراً , فالعاقل يفكر سلباً أو إيجاباً , والعين تنظر لحلال أو حرام , والأذن تسمع ما يحل وما لا يحل , واليد تبني أو تهدم , والقدم تسعى لخير أو شر , وملاك ذلك كله اللسان , فأن استخدم في طاعة الله , كقراءة القرآن , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وقول الخير
كما قال الله تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس , ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) .
هذه هي حقيقة الحفظ , وحقيقة الشكر على نعم الجوارح كلها , فيفتح الله له أبواب الخير وييسره لها فيصبح مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر .
ولنا في سلفنا الصالح عبراً :
قال أحدهم : " إذا استمرأ اللسان المعاصي , أصبح مثل الطيور الجارحة , يعيش على اللحم والدم , ولا يرتاح إلا باقتناص الفريسة " .
ويقول ابن المبارك : " المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العثرات "
وقال أبو الدرداء : " أنصف أذنيك من فيك , فإنما جعلت لك أذنين وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم " .
وقال الأوزاعي : " إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً , وإن المنافق يتكلم كثيراً ويعمل قليلاً "
وقيل أيضاً : " لا تبسط يدك إلا إلى خير , ولا تقل بلسانك إلا معروفاً " .
والإنسان إذا اعتقد اعتقاداً صحيحاً أن الله تعالى يسمعه فإن من الأدب مع الله  ألا يسمع منه شيئاً يؤاخذه عليه أو يعاقبه , وإذا وضعنا في اعتبارنا أن كل همسة يسمعها الله وكل كلمة نطقنا بها سجلت علينا من لدن رقيب حفيظ , ومن ثم يحاسبنا الله تعالى عليها تأدبنا , وإذا تمازجت مشاعرنا مع كلمات حديث الرسول  : ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس , عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , وماذا عمل فيما علم ) . أدركنا تماماً أن لحظات أيامنا ما هي إلا حفظ لما تعمل جوارحنا , وهذه هي معادلة الحياة الحقيقية التي من أجلها خلقنا , قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) . فالجوارح تعمل وساعات العمر تمضي , ونتيجة المعادلة وقوف للحساب بين يدي رب العباد , فما أحرى بالمسلم أن يصون وقته عما فيه هلكته , وينأى بنفسه عن موارد هلاكها .
ولو تساءلنا كيف نعالج جوارحنا من آفاتها المهلكة , ونحفظها سليمة ؟ ؟
1- لاشك أن العلاج الناجع الوحيد لذلك هو تطبيق ما جاء في الكتاب والسنة ومن أوامر ونواهي وتوجيهات وتشريعات , فنقرأ ونتدبر ونفهم ونطبق ونحرص على التخلص من مساوئنا , وإن كانت قد أخذت مأخذ الطبع والعادة , ومن أمثلة ذلك ما ورد في آيات سورة الإسراء من آية : 9 – 38 .. فالقارئ لها يجد أن آياتها توجه المؤمن لحفظ ظاهره وباطنه مما لايرضي الله تعالى بما في آياتها من توجيهات وتشريعات وآداب , وكل آيات القرآن علاج .
2- مجاهدة النفس بعدم اتباع الشهوات وتتبع الرخص وأخذها بالجد والمثابرة , ويكون ذلك بمعرفة حقيقة النفس وأنها أمارة بالسوء .
3- التذلل والخضوع لله سبحانه وتعالى , واللجوء إليه بالدعاء والاستغفار بنية صادقة ليوفقنا لحفظ جوارحنا وتسخيرها فيما يرضيه من قول أو عمل صالح , ولنا في رسول الله  أسوة حسنة وهو يردد دائماً ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) , ( يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ) ومعلوم أن القلب ملك الأعضاء كلها وقائدها وسائسها , فإن صلح القلب صلحت سائر الأعضاء , وإن فسد فسدت .
4- مصاحبة الأخيار ومجالستهم أولئك الذين تذكر رؤيتهم بالله تعالى , فإن أحسنا أعانونا وإن أسأنا سددونا ونصحونا , وإن تكاسلنا عن إصلاح ذاتنا قوموا اعوجاجنا , وفي صحبة الصديق أبو بكر  للرسول  البرهان الشافي .
5- لا يمكن للجوارح أن تستقيم إلا إذا وجدت ما يشغلها من سبل الخير , ويتم لها ذلك إن سعينا جاهدين لحفظ أوقاتنا بما هو مفيد من عمل ديني أو دنيوي أو هواية مثمرة .
ومن هنا نتساءل كيف نحفظ أوقاتنا ؟ ؟
1- بمعرفة مفهوم قوله تعالى : ( فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب ) . وكما قال الشيخ السعدي – رحمه الله – في تفسيرها : أي إذا تفرغت من أشغالك ولم يبق في قلبك ما يعوقه , فاجتهد في العبادة والدعاء ( وإلى ربك ) وحده ( فارغب ) أي أعظم الرغبة في إجابة دعاءك وقبول دعوتك , ولا تكن ممن إذا فرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم , وعن ذكره فتكون من الخاسرين . .
2- بالعلم التام أن الأيام التي نقضيها في هذه الحياة هي ساعات عمرنا التي قدرها الخالق لنا , وسيحاسبنا عليها , قال الله تعالى : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) .
3- علمنا السابق سيكون دافعاً لاستغلال وقتنا بالأعمال الصالحة التي تقربنا من الله تعالى وتدخلنا الجنة , وهذه الأعمال ثمرتها رضا , راحة نفسية , تسعدنا في الدنيا , وتنجينا من العذاب في الآخرة .
4- الحذر من الوقوع في مصيدة الفراغ , لأن النفس إن لم نشغلها بالطاعة شغلتنا بالمعصية , ومن لم يشغل وقته بالذكر والعبادة وما ينفعه في الحياة الدنيا قادته الوساوس إلى ما يهلكه ويضيع عليه ساعات عمره ويكون الغبن يوم البعث والنشور .
وختاماً . . نسأل الله تعالى الذي كرمه لا يحد, وفضله لا يحصى , وسواه لا يقصد , أن يوفقنا بحق شكره وعبادته على أن خلقنا بشر في أحسن صورة , ونرجوه أن يتمم علينا نعمه بأن يوفقنا للمحافظة على هذه النعم كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه , وأن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن , ويصلح علانيتنا وسرنا .
والصلاة والسلام على خاتم النبيين , وعلى آله وصحبه أجمعين .




رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79