عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-10-2018, 01:40 AM
المها غير متواجد حالياً
Egypt     Female
Awards Showcase
 
 عضويتي » 433
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » 04-24-2021 (05:16 AM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 20,216 [ + ]
تقييمآتي » 700
الاعجابات المتلقاة » 444
الشكر المتلقاة »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » abudhabi
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » المها is a splendid one to beholdالمها is a splendid one to beholdالمها is a splendid one to beholdالمها is a splendid one to beholdالمها is a splendid one to beholdالمها is a splendid one to beholdالمها is a splendid one to behold
ام ام اس ~
MMS ~
 
(6) سُنَّـة شُرب الحلِو البآرد








يظنُّ بعض الناس أن الزهد الذي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم به يستلزم ضيق العيش، أو البعد عن الرفاهية بكل صورها، ولكن الواقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يُحَرِّم على المسلمين حلالًا بدعوى الزهد والتقشُّف؛ إنما كان من سُنَّته أن يستمتع بالحلال دون إسراف، وقد قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]؛ لهذا نجد في سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أمورًا كثيرة في الطعام والشراب واللباس يحرص فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على الجودة والجمال، منها شرب الماء البارد لا سيما لو كان حُلْوًا؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَائِشَةَ ل قَالَتْ: «كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحُلْوَ البَارِدَ».

وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَيُّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: «الحُلْوُ البَارِدُ».

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب في حياته بشكل عام أن يشرب الماء باردًا، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على توفير هذا الماء له؛ فقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: ".. وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَاءَ فِي أَشْجَابٍ لَهُ عَلَى حِمَارَةٍ مِنْ جَرِيدٍ..". والأشجاب هي أسقية بالية لحفظ الماء، والحمارة هي أعواد من جريد، والمعنى أنه كان يضع الماء في آنية يُعَلِّقها على أعواد في الهواء حتى تبرد، وكذلك فعل أبو بكر رضي الله عنه في قصة الهجرة، فقد روى البخاري عَنْه أنه قال: ".. فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ..".

فهذه كلها روايات تذكر حبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم للشراب البارد، وهو نعمة كبيرة أنعم الرحيم بها علينا، وقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ -يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ- أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ».

والشراب الحلو البارد في زماننا يشمل العصائر المثلجة، أو المشروبات المـُحَلَّاة بشكل عامٍّ، وما أجمل أن نشربها ونحن نستشعر حبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، كما نستشعر نعمة الله الكبرى، فنحمده عليها في الدنيا قبل أن يسألنا عنها في الآخرة.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

المصدر : كتاب " إحياء354 " للدكتور راغب السرجاني






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79