اثير حلم
03-29-2018, 08:42 PM
كتبه عبد الله البنين
من المألوف أن الحالة الطبيعية التطبيقية لطريقة فتح الابواب وما شاكلتها من أشياء مادية أخرى عادة تفتح الى الخارج، ومن أمثلة ذلك الحقائب والحواسب وأبواب المركبات وأشياء أخرى غيرها، وقد يكون من المتعذر على الفرد بسبب اغفاله التأمل الدائم في كل الامور. التفكير ولو لمرة واحدة عن سبب اختيار طريقة فتح ابواب الابنية الى الداخل، في حين انه من الاسلم منطقيا أن يكون فتحها الى الخارج، ومع ذلك ان مُررت على العقل حالة من التأمل لهذا الوضع، ستكون مُناسَبة للاستعانة بنظرية الميتافيزيقيا ـ علة الوجود ـ مما يجعل تفسيره منطقيا ابسط مما يتخيله التأمل الذي أوجده العقل حاضرا من الناحية المادية، في علائق الواقعية. ومع ذلك سأدع للعقل فكرة تفسير سبب اختيار ما هو عكسا للمألوف ختمة للموضوع. وفي مفارقة اخرى بسيطة، ربما تتجه بعض الافكار في سباق محموم الى التأمل والاستبطان؛ لمعرفة اسباب فتح أبواب الابنية الى الداخل بعكس موضوعية فتحها الى الخارج. قد تكون معضلة ذاتية تعترض طريق العقول والقلوب في الحياة؛ إن كانت تتوافق مع حالة ابواب المباني، فتفتح الى الداخل، لأنها ستكون في حالة قبول لاستضافة دائمة؛ لرياح كل شكل من شكول الأشياء المادية والمعنوية والسلوكات المؤذية التي تأتي اليها من الخارج. لذا قد يكون من الاجدى وجدير بالاهتمام للذات خاصة؛ اتباع قاعدة الثبات الأصلية وليس متغير الاتجاه. فتجربة اسقيليوس الفلسفية في الفن التعبيري تسهل المهام امام الذات لفهم الحياة بفن تراجيدي، لاقتناص الفهم السريع لتوصيل فكرة الاستفادة من قيم الحق والخير والجمال في الحياة، للقبول بفن الموضوعية والانتقال بالذات الى مرحلة تطبيق الواقعية لقيم الجمال المطلق وتوظيفها لتسيير الذات على خط القبول والتحكم في الامور الخاصة التي تهم الذات من الداخل، ولدفع ما يزر اليها من الخارج، اذ أن من البديهي جدا من حيث الجهد وتفاعل القوى، أن الدفع الى الامام والخارج، أوعر من السَّحب الى الخلف أو الداخل، ، إذا اعتبرنا أن الدفع عامل بناء يتطلب قوة وجهد اكبر، وأن السَّحب عامل سلاسة ومرونة، ولا يتطلب مجهود مماثل . ومن الضرورة الى الصيرورة أنه من المهم، جدا بمكان جعل أبواب الذات تفتح الى الخارج ليسهل سحبها وإغلاقها والتحكم فيها من الداخل، لمقاومة ودرء خطر ما قد يندفع اليها عنوة من الخارج. إن تجربة اسقيليوس في فلسفة الذات بالفن التعبيري، مثيرة جدا وجديرة بالأعجاب، فهي تشخص حالة الاضداد وتسوغها على محور التوازي والتماثل وتبادل الأدوار وتناغمها في شكلها العام، لمن في الداخل والخارج، لكنها تشكل انموذجا معاكسا للواقع، لمن يهتم بذاته واشيائها وقيمها الجمالية الواقعية والموضوعية، حيث أن ذلك يبقى فارقا جوهريا لمن ينظر اليها بصفة خاصة. ومن الشيء الطبيعي انطلاقا من فكرة النبوغ والإلهام والحس والحدس أنه إذا ما كانت الابواب تفتح الى الخارج أن تجعل الفرد يلتفت الى سائر الامور بأخذ الحيطة والحذر حتى تتضح له رؤية الاشياء في الخارج المجهول كما هي معه في الداخل، ليتم السماح لها بعين الرضى والقبول باستضافتها الى الداخل ان حظيت باستحسان وقبول تام، أما في حال وجود الخطر، فان حالة التراجع والسحب الى الداخل ايسر بكثير لا تتطلب جهدا كبيرا لدرء ذلك الخطر، فحالة الاندفاع أو الهجوم من الخارج نحو الداخل؛ مع وجود مجابهة ومقاومة داخلية في وجه الخطر، قد تكلف الشخص المهاجم المندفع شيئا ما، أهم واكثر مما يتصوره وأغلى مما يمتلكه في الحياة، والسبب عائدٌ الى انشغال فِكرَ الشخص المهاجم بجملةٍ من الأمور المعقدة، في مقدمة أولويات مقامها الأول السلامة، رغم أن مؤشر حالة الاندفاع مثبت على موجة اتجاه هجوم محفوف بخطر مجهول ، متزامنٌ ذلك بخوف وحذر، وتفكير تام في نشوة الانتصار والاستئثار بوجود تموضع في مكان أو زاوية ما بعد الولوج. في حين أن تفكير النظير المضاد مرتكّز على حالة يقين دفاع مشروع، ومنحصر في البقاء والدفاع والمقاومة بشتى السبل الممكنة، كاستعمال الجسد لمادة البنسلينيوم أو المضاد الحيوي، المقاوم لجرثومة بكتيريا المرض، وهي قيمة مضافة ومفيدة من حيث القيم المعنوية المحفزة للذات لحب المقاومة. حقيقة انها نظرية متقدمة للسيد اسقيليوس في الفن التعبيري رغم مأسويتها، وعلى وجه الخصوص إذا كانت هدفا نبيلا بغرض الدفاع عن الذات. لم تكن فكرة اسقيليوس جديدة او غريبة عن أسلافه من فلاسفة مالطيا والاغريق. بيد انه ظفر بتفوقه عليهم، لإدراكه واستنطاقه واستبطانه واستنباطه لمفاهيم معنوية وابعاد وقيم جمالية الاشياء؛ انطلاقا من رؤية فلسفة فنية متكاملة الابعاد بالغة التعقيد على عقل يريد استيعاب وفهم هذه المسألة، وبدرجة خاصة على من خلفه من فلاسفة وعلماء المنطق. حقيقة لا اهتم بمعادلةِ فلسفةٍ رياضية لقياس وفهم ابعاد الأشياء ومعانيها، لمسألة مهمة مستغلا توظيفها في هندسة بحث يتعلق بجانب حق الدفاع عن الذات في مواجهة بعض السلوكات الغريبة، اذ انها تقع ضمن حلقة سلسة في علم النفس والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتي تكون في مواجهةٍ ودفاعٍ عن البيئة الصالحة والسلوك والأخلاق ضد انماط وغرائز وأفكار متطرفة، بل ومن ضمن ذلك الاهتمام هو مكافحة طفيليات وعناكب الفضول المتسلقة على جدران الذوات؛ بغية البحث عن مكان تموضع ونفوذ للوصول الى قلاع ذوات محصنة، سطوا دون رغبة منها على استقبال أوبئة فساد انحلال خُلقي، وتطرف فكري، وسلوك منحرف، وان كانت بعض الذوات تحت وطأة ذريعة ما ، تقبل باستضافة لداءات طفيليات متطفلة، تألفها وتتعايش معها في وقت اطول بغفلة وسذاجة، فتصبح في نهاية المطاف، مجموعة لداءات مقاومة لمفعول الأدوية. اذن عندما تفتح أبواب الذات من الداخل الى الخارج، فهذا أمر يؤكد دون شك على أن ادوات التحكم في النفس والعقل والقلب من داخل الذات في حصن منيع، وبأمان وتحكم تام ضد أي هجوم او فضول متطرف يبحث له عن مكان في داخل ذات شخصية سوية قوية مقاومة لكل اشكال الاغراءات المادية، تهدف لتحطيم كل قيم المثالية والجمال، وبعثرة حلمها ورؤاها واستبدالها بشخصيات مركبة تحمل جينات الإدمان المتقدم، متمثلٌ في كل حالة من حالات الامراض النفسية والعصبية المستعصية والانحطاط الفكري والانحلال الخُلقي والتخلف الابدي. إن باب المصعد الذي يطير بنا الى الأعلى يفتح بابه الى الخارج، ولو افترضنا انه يفتح بالعكس الى الدخل، فلربما تعرض لعطل أو مشكلة ميكانيكية، وحبسنا من خلفه، ومن ثم تعرضنا لمشكلة صحية نفسية أو بدنية، فلا احدٌ قادر على مساعدتنا او اخراجنا من الأزمة ولما استطعنا أيضا وقتئذ من انقاذ أنفسنا، فأصبنا ابانها بهلع وخوف ورجفة واختناق، مع إمكانية حل المشكلة لو أن الباب يفتح الى الخارج. ورغم ذلك توجد أشياء مادية كثيرة في هاته الحياة لما يتم فتحه حسب القاعدة الى الخارج. لكن السؤال الأدبي الذي يفرض علينا صياغته، لماذا أبواب المباني تفتح الى الداخل مخالفة لأصل القاعدة؟ هذه مسألة قد لا تعد ذات أهمية بالغة بالنسبة للكثيرين، ولا تحظى بأية قيمة رمزية رغم تضادها واختلافها، لأنه امر غير ملاحظ ، ثم ولأنها في النهاية كما يُعتقد تشكل مفهوما ومعنىً واحداً، لكلتي الحالتين من الناحية المادية سواءَ إن كانت تفتح إلى الداخل أو الخارج، لكن الامر مختلف جدا، وذو أهمية بالغة من الناحية المعنوية، لمبدأ ما ينبغي أن تدركه الذات الإنسانية، فتتعامل به كأجراء احتياطي وقائي لدرء خطر ما يعترضها في هذه الحياة، ومن ناحية أخرى ، ربما تأخذنا لحظة التفكير جوابا لذلك السؤال، على أن السبب يرجع الى أن مفاصل الأبواب التي تفتح من والى الداخل تكون معها في الداخل، لكي لا يكون من السهل تحطيمها وهي في الخارج، مما يسهل للعدو عملية اقتحام المبنى في الداخل بكل يسر وسهولة، فيعبث بمحتوياته، ويهدد أمن وسلامة واستقرار من فيه او من يسكنه ، ورغم ذلك التقدير، يبقى هذا التبرير والتعليل غير كافٍ ودقيق ومقبول ومنافيا للموضوعية والواقعية على حد سواء، ولربما نُظر الأمر من زاوية أخرى لوجود السببية، اذ من السهل جدا بفضل عقل ومفاهيم وسائل فن التصميم والهندسة جعل مفاصل الأبواب تبقى في الداخل، وتسمح للأبواب بحرية تامة، دون عناء أن تفتح الى الخارج وبدون وجود أية مشكلة، كما هو الحال في وضع أبواب الآلات والمركبات وشاكلتها . وهذا ما يتم التفكير فيه وما يحدث فعلا بصفة خاصة في فلسفة الساسة، بحجة انه صمام امن وامان لسلامة المجتمع، نأيا عن ترجمة النوايا المندسة خلف كواليس الذات، حتى وان كانت تلك النوايا سيئة للغاية. بيد أنه خير من ذلك أن نفترض الأقوم والأفضل، لنريح العقول من شيطنة النفس ومن افتعال أسبابا لمشكلة جديدة. على أية حال ختاما: في لحظة ما، وفي أمر مقبول منا، قد ندفع بأنفسنا عنوة الى داخل أمر مجهول، ونوصده بابه من خلفنا، دون معرفة النتائج مسبقا، فلا نجد خط رجعة مستقبلا، تعيدنا الى مكان آمن معلوم، فضلا عن مكان مغيب مجهول. تحيتي كنت مذهلا يا اسقيليوس!
من المألوف أن الحالة الطبيعية التطبيقية لطريقة فتح الابواب وما شاكلتها من أشياء مادية أخرى عادة تفتح الى الخارج، ومن أمثلة ذلك الحقائب والحواسب وأبواب المركبات وأشياء أخرى غيرها، وقد يكون من المتعذر على الفرد بسبب اغفاله التأمل الدائم في كل الامور. التفكير ولو لمرة واحدة عن سبب اختيار طريقة فتح ابواب الابنية الى الداخل، في حين انه من الاسلم منطقيا أن يكون فتحها الى الخارج، ومع ذلك ان مُررت على العقل حالة من التأمل لهذا الوضع، ستكون مُناسَبة للاستعانة بنظرية الميتافيزيقيا ـ علة الوجود ـ مما يجعل تفسيره منطقيا ابسط مما يتخيله التأمل الذي أوجده العقل حاضرا من الناحية المادية، في علائق الواقعية. ومع ذلك سأدع للعقل فكرة تفسير سبب اختيار ما هو عكسا للمألوف ختمة للموضوع. وفي مفارقة اخرى بسيطة، ربما تتجه بعض الافكار في سباق محموم الى التأمل والاستبطان؛ لمعرفة اسباب فتح أبواب الابنية الى الداخل بعكس موضوعية فتحها الى الخارج. قد تكون معضلة ذاتية تعترض طريق العقول والقلوب في الحياة؛ إن كانت تتوافق مع حالة ابواب المباني، فتفتح الى الداخل، لأنها ستكون في حالة قبول لاستضافة دائمة؛ لرياح كل شكل من شكول الأشياء المادية والمعنوية والسلوكات المؤذية التي تأتي اليها من الخارج. لذا قد يكون من الاجدى وجدير بالاهتمام للذات خاصة؛ اتباع قاعدة الثبات الأصلية وليس متغير الاتجاه. فتجربة اسقيليوس الفلسفية في الفن التعبيري تسهل المهام امام الذات لفهم الحياة بفن تراجيدي، لاقتناص الفهم السريع لتوصيل فكرة الاستفادة من قيم الحق والخير والجمال في الحياة، للقبول بفن الموضوعية والانتقال بالذات الى مرحلة تطبيق الواقعية لقيم الجمال المطلق وتوظيفها لتسيير الذات على خط القبول والتحكم في الامور الخاصة التي تهم الذات من الداخل، ولدفع ما يزر اليها من الخارج، اذ أن من البديهي جدا من حيث الجهد وتفاعل القوى، أن الدفع الى الامام والخارج، أوعر من السَّحب الى الخلف أو الداخل، ، إذا اعتبرنا أن الدفع عامل بناء يتطلب قوة وجهد اكبر، وأن السَّحب عامل سلاسة ومرونة، ولا يتطلب مجهود مماثل . ومن الضرورة الى الصيرورة أنه من المهم، جدا بمكان جعل أبواب الذات تفتح الى الخارج ليسهل سحبها وإغلاقها والتحكم فيها من الداخل، لمقاومة ودرء خطر ما قد يندفع اليها عنوة من الخارج. إن تجربة اسقيليوس في فلسفة الذات بالفن التعبيري، مثيرة جدا وجديرة بالأعجاب، فهي تشخص حالة الاضداد وتسوغها على محور التوازي والتماثل وتبادل الأدوار وتناغمها في شكلها العام، لمن في الداخل والخارج، لكنها تشكل انموذجا معاكسا للواقع، لمن يهتم بذاته واشيائها وقيمها الجمالية الواقعية والموضوعية، حيث أن ذلك يبقى فارقا جوهريا لمن ينظر اليها بصفة خاصة. ومن الشيء الطبيعي انطلاقا من فكرة النبوغ والإلهام والحس والحدس أنه إذا ما كانت الابواب تفتح الى الخارج أن تجعل الفرد يلتفت الى سائر الامور بأخذ الحيطة والحذر حتى تتضح له رؤية الاشياء في الخارج المجهول كما هي معه في الداخل، ليتم السماح لها بعين الرضى والقبول باستضافتها الى الداخل ان حظيت باستحسان وقبول تام، أما في حال وجود الخطر، فان حالة التراجع والسحب الى الداخل ايسر بكثير لا تتطلب جهدا كبيرا لدرء ذلك الخطر، فحالة الاندفاع أو الهجوم من الخارج نحو الداخل؛ مع وجود مجابهة ومقاومة داخلية في وجه الخطر، قد تكلف الشخص المهاجم المندفع شيئا ما، أهم واكثر مما يتصوره وأغلى مما يمتلكه في الحياة، والسبب عائدٌ الى انشغال فِكرَ الشخص المهاجم بجملةٍ من الأمور المعقدة، في مقدمة أولويات مقامها الأول السلامة، رغم أن مؤشر حالة الاندفاع مثبت على موجة اتجاه هجوم محفوف بخطر مجهول ، متزامنٌ ذلك بخوف وحذر، وتفكير تام في نشوة الانتصار والاستئثار بوجود تموضع في مكان أو زاوية ما بعد الولوج. في حين أن تفكير النظير المضاد مرتكّز على حالة يقين دفاع مشروع، ومنحصر في البقاء والدفاع والمقاومة بشتى السبل الممكنة، كاستعمال الجسد لمادة البنسلينيوم أو المضاد الحيوي، المقاوم لجرثومة بكتيريا المرض، وهي قيمة مضافة ومفيدة من حيث القيم المعنوية المحفزة للذات لحب المقاومة. حقيقة انها نظرية متقدمة للسيد اسقيليوس في الفن التعبيري رغم مأسويتها، وعلى وجه الخصوص إذا كانت هدفا نبيلا بغرض الدفاع عن الذات. لم تكن فكرة اسقيليوس جديدة او غريبة عن أسلافه من فلاسفة مالطيا والاغريق. بيد انه ظفر بتفوقه عليهم، لإدراكه واستنطاقه واستبطانه واستنباطه لمفاهيم معنوية وابعاد وقيم جمالية الاشياء؛ انطلاقا من رؤية فلسفة فنية متكاملة الابعاد بالغة التعقيد على عقل يريد استيعاب وفهم هذه المسألة، وبدرجة خاصة على من خلفه من فلاسفة وعلماء المنطق. حقيقة لا اهتم بمعادلةِ فلسفةٍ رياضية لقياس وفهم ابعاد الأشياء ومعانيها، لمسألة مهمة مستغلا توظيفها في هندسة بحث يتعلق بجانب حق الدفاع عن الذات في مواجهة بعض السلوكات الغريبة، اذ انها تقع ضمن حلقة سلسة في علم النفس والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتي تكون في مواجهةٍ ودفاعٍ عن البيئة الصالحة والسلوك والأخلاق ضد انماط وغرائز وأفكار متطرفة، بل ومن ضمن ذلك الاهتمام هو مكافحة طفيليات وعناكب الفضول المتسلقة على جدران الذوات؛ بغية البحث عن مكان تموضع ونفوذ للوصول الى قلاع ذوات محصنة، سطوا دون رغبة منها على استقبال أوبئة فساد انحلال خُلقي، وتطرف فكري، وسلوك منحرف، وان كانت بعض الذوات تحت وطأة ذريعة ما ، تقبل باستضافة لداءات طفيليات متطفلة، تألفها وتتعايش معها في وقت اطول بغفلة وسذاجة، فتصبح في نهاية المطاف، مجموعة لداءات مقاومة لمفعول الأدوية. اذن عندما تفتح أبواب الذات من الداخل الى الخارج، فهذا أمر يؤكد دون شك على أن ادوات التحكم في النفس والعقل والقلب من داخل الذات في حصن منيع، وبأمان وتحكم تام ضد أي هجوم او فضول متطرف يبحث له عن مكان في داخل ذات شخصية سوية قوية مقاومة لكل اشكال الاغراءات المادية، تهدف لتحطيم كل قيم المثالية والجمال، وبعثرة حلمها ورؤاها واستبدالها بشخصيات مركبة تحمل جينات الإدمان المتقدم، متمثلٌ في كل حالة من حالات الامراض النفسية والعصبية المستعصية والانحطاط الفكري والانحلال الخُلقي والتخلف الابدي. إن باب المصعد الذي يطير بنا الى الأعلى يفتح بابه الى الخارج، ولو افترضنا انه يفتح بالعكس الى الدخل، فلربما تعرض لعطل أو مشكلة ميكانيكية، وحبسنا من خلفه، ومن ثم تعرضنا لمشكلة صحية نفسية أو بدنية، فلا احدٌ قادر على مساعدتنا او اخراجنا من الأزمة ولما استطعنا أيضا وقتئذ من انقاذ أنفسنا، فأصبنا ابانها بهلع وخوف ورجفة واختناق، مع إمكانية حل المشكلة لو أن الباب يفتح الى الخارج. ورغم ذلك توجد أشياء مادية كثيرة في هاته الحياة لما يتم فتحه حسب القاعدة الى الخارج. لكن السؤال الأدبي الذي يفرض علينا صياغته، لماذا أبواب المباني تفتح الى الداخل مخالفة لأصل القاعدة؟ هذه مسألة قد لا تعد ذات أهمية بالغة بالنسبة للكثيرين، ولا تحظى بأية قيمة رمزية رغم تضادها واختلافها، لأنه امر غير ملاحظ ، ثم ولأنها في النهاية كما يُعتقد تشكل مفهوما ومعنىً واحداً، لكلتي الحالتين من الناحية المادية سواءَ إن كانت تفتح إلى الداخل أو الخارج، لكن الامر مختلف جدا، وذو أهمية بالغة من الناحية المعنوية، لمبدأ ما ينبغي أن تدركه الذات الإنسانية، فتتعامل به كأجراء احتياطي وقائي لدرء خطر ما يعترضها في هذه الحياة، ومن ناحية أخرى ، ربما تأخذنا لحظة التفكير جوابا لذلك السؤال، على أن السبب يرجع الى أن مفاصل الأبواب التي تفتح من والى الداخل تكون معها في الداخل، لكي لا يكون من السهل تحطيمها وهي في الخارج، مما يسهل للعدو عملية اقتحام المبنى في الداخل بكل يسر وسهولة، فيعبث بمحتوياته، ويهدد أمن وسلامة واستقرار من فيه او من يسكنه ، ورغم ذلك التقدير، يبقى هذا التبرير والتعليل غير كافٍ ودقيق ومقبول ومنافيا للموضوعية والواقعية على حد سواء، ولربما نُظر الأمر من زاوية أخرى لوجود السببية، اذ من السهل جدا بفضل عقل ومفاهيم وسائل فن التصميم والهندسة جعل مفاصل الأبواب تبقى في الداخل، وتسمح للأبواب بحرية تامة، دون عناء أن تفتح الى الخارج وبدون وجود أية مشكلة، كما هو الحال في وضع أبواب الآلات والمركبات وشاكلتها . وهذا ما يتم التفكير فيه وما يحدث فعلا بصفة خاصة في فلسفة الساسة، بحجة انه صمام امن وامان لسلامة المجتمع، نأيا عن ترجمة النوايا المندسة خلف كواليس الذات، حتى وان كانت تلك النوايا سيئة للغاية. بيد أنه خير من ذلك أن نفترض الأقوم والأفضل، لنريح العقول من شيطنة النفس ومن افتعال أسبابا لمشكلة جديدة. على أية حال ختاما: في لحظة ما، وفي أمر مقبول منا، قد ندفع بأنفسنا عنوة الى داخل أمر مجهول، ونوصده بابه من خلفنا، دون معرفة النتائج مسبقا، فلا نجد خط رجعة مستقبلا، تعيدنا الى مكان آمن معلوم، فضلا عن مكان مغيب مجهول. تحيتي كنت مذهلا يا اسقيليوس!
