المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء


اميرة الحرف
05-07-2017, 08:34 PM
فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء


عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ نبيَّ الله نوحًا صلى الله عليه وسلم لَمَّا حضَرتْه الوفاةُ، قال لابنه: إنِّي قاصٌّ عليك الوصيَّةَ؛ آمُرُك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين: آمُرك بلا إلهَ إلا الله؛ فإنَّ السماوات السبع والأرضين السبع لو وُضِعنَ في كفَّةٍ، ووُضِعتْ "لا إله إلا اللهُ" في كفَّةٍ، لرجَحتْ بهنَّ، ولو أنَّ السماوات السبع والأرضين السبع كُنَّ حلقةً مبهمةً، لقصمَتهنَّ "لا إله إلا الله"، و"سبحان الله وبحمده"؛ فإنَّها صلاة كِّل شيءٍ، وبها يُرزق كلُّ شيءٍ، وأنهاك عن الشِّرك والكِبْر))، فقلتُ - أو قيل -: يا رسولَ اللهِ، هذا الشِّركُ قد عرَفناه، فما الكِبْر؟ هو أن يكون لأحدِنا حُلَّةٌ يَلبسها؟ قال: ((لا))، قال: فهو أن يكون لأحدنا نَعلان حسنتان لهما شِراكان حسنان؟ قال: ((لا))، قال: فهو أن يكون لأحدنا دابَّة يركبها؟ قال: ((لا))، قال: فهو أن يكون لأحدنا أصحابٌ يَجلسون إليه؟ قال: ((لا))، قال: يا رسولَ الله، فما الكِبر؟ قال: ((سَفَهُ الحقِّ، وغمْصُ الناس))؛ صحيح الأدب المفرد.

• ((آمُرُك بِلا إلهَ إلَّا اللهُ))؛ أي: قل هذه الكلمةَ الطيِّبة، التي هي أعلى شُعَب الإيمان، وأفضَلُ الحسنات؛ فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أوْصِني، قال: ((إذا عَمِلْتَ سيِّئةً، فأَتبِعْها حَسنةً تَمْحُهَا))، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أمِنَ الحَسنات "لا إلهَ إلا الله"؟ قال: ((هي أفْضَلُ الحَسناتِ))؛ الصحيحة.


فالحسنات تتفاضَل فيما بينها تفاضُلَ شُعَب الإيمان؛ ((فأعلاها قولُ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريق))؛ والقول إذا أُطلِق فإنَّه يشمل قولَ القلب، وهو: اعتقادُه، وقولَ اللِّسان، وهو: إقرارُه، وكلَّما تواطَأ قولُ اللِّسان مع قول القلب، زاد أجْرُ هذه الكلمة، فإذا انعَدم قولُ القلب، أصبح نِفاقًا؛ قال الله تعالى عن المنافقين: ﴿ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 167].

• ((فإنَّ السماوات السبع والأرضين السبع لو وُضِعنَ في كفَّةٍ، ووُضِعتْ "لا إله إلا اللهُ" في كفَّةٍ، لرجَحتْ بهنَّ))؛ فقيام معنى لا إلهَ إلَّا الله بالقَلْب عِلمًا ومعرفة ويقينًا مع تواطؤ اللِّسان - يوجِب ثقلها في الميزان، كما يَحدثُ لصاحب البِطاقة التي توضَع ويقابلها تسعة وتسعون سجلًّا، فتثقل البطاقةُ وتطيش السجلَّات، ومن كان على شاكلته، فإنَّ كفَّة ميزانه تَرجَحُ ولو وُضعتِ السماوات السبع والأرضون السبع في الكفَّة الأخرى، ولا يثقل مع اسم الله شيءٌ، إذا ثقل في قلب المؤمن إيمانًا وإخلاصًا وتوقيرًا ومحبَّة وتعظيمًا؛ وفي مثل هؤلاء قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى قد حرَّم على النار مَن قال: لا إلهَ إلا الله، يَبتغي بذلك وجْهَ الله))؛ صحيح الجامع.


• ((ولو أنَّ السماوات السبع والأرضين السبع كُنَّ حلقةً مبهمةً، لقصمَتهنَّ "لا إله إلا الله"))؛ فالسماوات السبع حَلْقة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما السَّماوات السَّبع في الكُرسي إلَّا كحلقةٍ مُلقاةٍ في أرض فلاةٍ))؛ الصحيحة.


ولكنَّها ليست مُبهمة؛ أي: مُغْلَقة؛ ففيها أبوابٌ تنزل منها الملائكةُ وتصعَد، كما تصعد أرواحُ المؤمنين ويصعد عَملُهم الصالح مِن ذِكْرٍ وغيرِه إلى الله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبدٌ: لا إلهَ إلَّا اللهُ قط مخلصًا، إلَّا فُتحتْ له أبوابُ السماء حتى تُفضي إلى العَرْش، ما اجتنب الكبائر))؛ صحيح الجامع، ولو لم تُفتح: ((لقصمَتهنَّ لا إله إلا الله))؛ أي: لكسرتهنَّ، ولصعدتْ إلى عرش الرحمن.


• ((وسُبحان الله وبحمده))؛ أي: قُل: سُبحان الله وبحمده؛ وسبحان الله معناه: تنزَّه اللهُ عن كلِّ عيبٍ ونقْصٍ، وقوله: "وبحمده" صريح في مَعنى الحمد لله، وهذا الذِّكر قد اشتمل على الثَّناء على الله بكلِّ كمالٍ؛ لأنَّ الكمال يكون بأمرين: بالتخلِّي عن الرذائل، والتحلِّي بالفضائل.


قال الكرمانيُّ: "فالتَّسبيحُ إشارة إلى صِفات الجَلال، والتحميدُ إشارة إلى صِفات الإكرام، وترك التقييد مُشعِر بالتعميم، والمعنى: أُنزِّهه عن جميع النَّقائص، وأحمده بجميع الكَمالات، قال: والنظم الطبيعي يَقتضي تقديمَ التخلية على التَّحلية؛ فقدَّم التسبيحَ الدالَّ على التخلِّي، على التحميد الدالِّ على التحلِّي".


• ((فإنها صلاة كل شيءٍ))؛ الصَّلاة هنا بمعنى الدُّعاء، قال تعالى: ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 10]، وممَّا يقوِّي هذا القولَ أنَّهم قالوا: اللهمَّ؛ أي: يا ألله، وهذا نداء الله سبحانه وتعالى.


وعن جابرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أهل الجنَّة يأكلون فيها ويَشربون، ولا يَتفلون ولا يَبولون، ولا يتغوَّطون ولا يَمتخِطون))، قالوا: فما بال الطَّعام؟ قال: ((جُشاءٌ ورَشْحٌ كرَشْح المِسك، يُلهمون التسبيحَ والتحميد كما تُلهمون النَّفَس))؛ رواه مسلم.


وقد ورد هذا الذِّكرُ في القرآن بضع عشرة مرَّة، منها:
• قوله تعالى عن خلقه: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44].
• وقوله عن ملائكته: ﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30].
• وقوله: ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾ [الرعد: 13].
• وقوله لرسوله: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ [طه: 130].
• وقوله عن عباده الصَّالحين: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [السجدة: 15].


وحضَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الإتيان بهذا الذِّكر في أحاديث عدَّة، منها:
• عن أبي أُمامة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن هالَه الليلُ أن يكابدَه، وبَخِلَ بالمال أن ينفِقَه، وجَبُن عن العدوِّ أن يقاتِلَه، فليُكثِرْ أن يقول: سُبحان الله وبحمده؛ فإنَّها أحبُّ إلى الله من جبَل ذهبٍ وفضةٍ يُنفَقان في سبيل الله عز وجل))؛ صحيح الجامع.


• وعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أيُّ الكلامِ أحبُّ إلى الله عز وجل؟ قال: ((ما اصطفاه الله لملائكته؛ سبحان ربِّي وبحمده، سبحان ربِّي وبحمده، سبحان ربِّي وبحمده))؛ صحيح الترمذي.


• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلِمتان خَفيفتان على اللِّسان، ثَقيلتان في الميزان، حَبيبتان إلى الرَّحمن: سُبحان اللهِ وبحمده، سُبحان اللهِ العظيم))؛ متفق عليه.


• وعنه رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: سُبحان الله وبحمده، في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مِثل زَبَد البحر))؛ متفق عليه.


• وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده، مائةَ مرةٍ، لم يأتِ أحدٌ يومَ القيامة بأفضلَ ممَّا جاء به، إلَّا أحدٌ قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه))؛ متفق عليه.


ونيل هذا الأجر الجزيل، مرتبطٌ بأمرين:
1 - اجتناب الحرام: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وقال: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [الجاثية: 21].


قال ابن بطَّال: "هذه الفضائل الواردة في فَضل الذِّكر إنَّما هي لأهل الشَّرَف في الدِّين والكمال؛ كالطَّهارة مِن الحرام، والمعاصي العِظام؛ فلا تظنَّ أنَّ مَن أدمن الذِّكر وأصرَّ على ما شاءه مِن شَهواته، وانتهَك دينَ الله وحُرماته، أنَّه يلتحق بالمطهَّرين المقدَّسين، ويبلغ منازلَهم بكلامٍ أجراه على لِسانه، ليس معه تَقوى ولا عمَلٌ صالح".


2 - العلم والإخلاص وحضور القلب: قال ابن القيِّم: "وكلُّ قولٍ رَتَّب الشارعُ ما رتَّب عليه مِن الثواب، فإنَّما هو القول التام؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال في يوم: سُبحان الله وبحمده، مائةَ مرَّة، حُطَّت عنه خطاياه - أو غُفرتْ ذنوبُه - ولو كانت مِثل زَبَدِ البحر))، وليس هذا مرتَّبًا على مجرَّد قول اللِّسان.


نعم، مَن قالها بلِسانه، غافِلًا عن معناها، معرِضًا عن تدبُّرها، ولم يواطئ قلبُه لسانَه، ولا عرف قَدْرَها وحقيقتَها، راجيًا مع ذلك ثوابَها - حَطَّتْ مِن خطاياه بحسب ما في قلبه، فتكون صورة العملين واحدةً، وبينهما في التفاضل كما بين السَّماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصفِّ واحدًا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض".


• وقوله: ((وبها يُرزقُ الخَلقُ))؛ فهذا الذِّكر مِن مَفاتيح الرِّزق للعباد، وذلك باعتبارات، منها:
1- أنَّ ذِكرَ الله للعبد نِعمةٌ عليه، قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وعن النُّعمان بن بَشيرٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ ممَّا تَذكرون مِن جلال الله التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ، يَنعطِفنَ حولَ العرش، لهنَّ دَويٌّ كدَويِّ النَّحل، تُذَكِّر بصاحبها، أمَا يُحِبُّ أحدكم أن يكون له - أو لا يزال له - مَن يُذَكِّر به؟))؛ صحيح ابن ماجه.


2- أنَّ الذَّاكر ينال به رِزقًا في الدنيا والآخرة؛ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: سبحان الله وبحمده، غُرستْ له نَخلةٌ في الجنَّة))؛ صحيح الترمذي.


3- أنَّ الحَمْد شُكر، والله يَجزي الشاكرين؛ قال سبحانه: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، وقال: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].


4- أنَّ الدُّعاء المستجاب غالبًا ما يكون بَعد هذا الذِّكر؛ قال سبحانه عن حَمَلَةِ عرْشِه: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [غافر: 7]، وقال لرسوله: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]، وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن إنسانٍ يكون في مَجلسٍ، فيقول حين يريد أن يقوم: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، لا إلهَ إلَّا أنت، أستغفِرُك وأتوب إليك، إلَّا غُفِر له ما كان في ذلك المجلس))؛ رواه أحمد، وصحَّحه شُعيب الأرنؤوط.


وعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أقرَبُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجِد؛ فأكثِروا الدُّعاءَ))؛ رواه مسلم، وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في ركوعه: ((سبحان ربِّي العظيم وبحمده؛ ثلاثًا، وفي سُجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده؛ ثلاثًا))؛ صحيح الجامع.


وقيل: يا رسولَ الله، أيُّ الدُّعاء أسْمَع؟ قال: ((جوْف الليل الأخير، ودُبُر الصلوات المكتوبات))؛ صحيح الترمذي، وقد حثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على التسبيح والدُّعاء بعد الصلاة.


• ((وأنهاك عن الشِّرك والكِبْر)): مَن استسلَم لغير الله فقد أشرَك؛ ومَن لم يَستسلم لله فقد تكبَّر، والكِبْر نَوعان: ((سَفَه الحقِّ، وغمْصُ النَّاس)).
• ((سَفَهُ الحقِّ)): هو أن يَرى الحقَّ سَفهًا باطلًا، فلا يَقبله، ويتعاظَم عنه، و((غَمْص النَّاس))؛ أي: احتقارهم وألَّا يراهم شيئًا، فمَن ردَّ الحقَّ استِصغارًا لقائله وما هو عليه، فقَد جمَع الشرَّ كلَّه.


ومِن تَلْبيس إبليس على بعض النَّاس تزيينُه للكِبْر طلَبًا للمَهابة، وقد جهل هؤلاء أو تَجاهلوا أنَّ مَن أراد العزَّةَ فلْيَطلُبْها بطاعة الله، ومَن تواضَع لله رفعَه، قال ابن القيِّم في كتابه الروح في الفَرْق بين المهابَةِ والكِبْر:
• "إنَّ المهابة أثَرٌ مِن آثار امتِلاء القلب بعظمَةِ الله ومحبَّتِه وإجلالِه، فإذا امتلأ القلبُ بذلك، حَلَّ فيه النُّورُ، ونزَلتْ عليه السَّكينةُ، وأُلبِسَ رِداءَ الهَيبة، فاكتسى وجهُه الحلاوةَ والمهابة، فأَخذ بمَجامع القلوب محبَّةً ومهابةً، فحنَّتْ إليه الأفئدةُ، وقرَّتْ به العيونُ، وأنسَتْ به القلوبُ؛ فكلامُه نورٌ، ومدخلُه نور، ومخرجه نور، وعِلْمه نور، إن سكَتَ علاه الوَقار، وإن تكلَّم أخَذ بالقلوب والأسماع.


وأمَّا الكِبرُ، فأثَرٌ مِن آثار العُجْب والبَغيِ مِن قلبٍ قد امتلأ بالجَهل والظُّلم، ترحَّلتْ منه العبوديَّةُ ونزل عليه المقتُ، فنظَرُه إلى الناس شَزر، ومشيُه بينهم تبختُرٌ، ومعاملتُه لهم مُعاملة الاستئثار، لا الإيثار ولا الإنصاف، ذاهبٌ بنفسه تِيهًا، لا يَبدأ مَن لَقيَه بالسَّلام، وإن ردَّ عليه رأى أنَّه قد بالَغ في الإنعام عليه، لا يَنطلق لهم وجهُه، ولا يسعهم خُلُقُه، ولا يرى لأحدٍ عليه حقًّا، ويرى حقوقَه على الناس، ولا يرى فضلَهم عليه، ويرى فضلَه عليهم، ولا يزداد مِن الله إلا بُعدًا، ولا مِن الناس إلا صَغارًا وبُغْضًا".


اللهمَّ إنَّا نَعوذ بك مِن أن نشرِك بك شيئًا نَعلمه، ونستغفرك لِما لا نَعلمه، ونعوذُ بك مِن مُنكرات الأخلاقِ والأعمال، والأهواءِ والأدواء، سبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت، أستغفِرُك وأتوب إليك.

اميرة خواطر
05-08-2017, 01:24 AM
.


ألــــف شــــكـــــر

.

سلمُ لنا هذُا الذوُوُق الذُي يقطفُ لنا
وسلم لنا هذا القلم المميز
اجمًل العبارات وٌاروعهـــا
ماننحرُم منُ ذائقتُك الجميلهُ والمميزهُ
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذا العطاء
ل روحك الجووري

اميرة خواطر

عنيده
05-08-2017, 01:26 AM
طرح جميــــــــــــل..

ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..


يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..


وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~


كنت هنا
خواطر عاشق

إحساس الورد
05-08-2017, 04:54 PM
http://www.karom.net/up/uploads/13343230531.gif

اميرة الحرف
05-08-2017, 07:53 PM
.


ألــــف شــــكـــــر

.

سلمُ لنا هذُا الذوُوُق الذُي يقطفُ لنا
وسلم لنا هذا القلم المميز
اجمًل العبارات وٌاروعهـــا
ماننحرُم منُ ذائقتُك الجميلهُ والمميزهُ
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذا العطاء
ل روحك الجووري

اميرة خواطر











لاحرمت طلتك الجميلة
انرت الموضوع باطلالتك
العبقة لك ارق التحايا

اميرة الحرف
05-08-2017, 07:53 PM
طرح جميــــــــــــل..

ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..


يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..


وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~


كنت هنا
خواطر عاشق






لاحرمت طلتك الجميلة
انرت الموضوع باطلالتك
العبقة لك ارق التحايا

اميرة الحرف
05-08-2017, 07:54 PM
http://www.karom.net/up/uploads/13343230531.gif

لاحرمت طلتك الجميلة
انرت الموضوع باطلالتك
العبقة لك ارق التحايا

عاشق الجنان
05-11-2017, 10:52 PM
بِ كل طُهر الرياحينَ
أُصافحْ نَضج إبدآعِكْ
ل/رووحك قلائد من الجوري
احتــرآمي ل/سمووك
..//
http://www.karom.net/up/uploads/karom.net1480336132791.gif

اميرة الحرف
05-12-2017, 02:45 AM
لاحرمت طلتكم الجميلة
انرتم الموضوع باطلالتكم
العبقة لكم ارق التحايا

اميرة الحرف
05-12-2017, 02:45 AM
لاحرمت طلتكم الجميلة
انرتم الموضوع باطلالتكم
العبقة لكم ارق التحايا

أمير المحبه
06-08-2017, 08:41 AM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

اميرة الحرف
06-08-2017, 11:12 PM
لاحرمت طلتكم الجميلة
انرتم الموضوع باطلالتكم
العبقة لكم ارق التحايا