المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتحدث عن قلبي


اميرة خواطر
07-29-2017, 02:39 AM
http://www.islamtoday.net/media_bank/image/2015/6/5/1_201565_37857.jpg


ذات حين شعرتُ بأني أدخل عالم الملكوت، وتتحول أخبار الغيب عندي إلى شهادة ملونة بجماليات
رائعة لا يمكن وصفها، وحينها أحسست بأن الحياة أجمل وأوسع وأمتع، وأحسست بشفقةٍ على
المتشككين والمترددين، وشعرت بعتبٍ على من يعالجون قضايا الإيمان ببرود، فالأمر يتطلّب حماساً
وانفعالاً صادقاً، إنه اليقين تراه أمامك، أدلته وبراهينه تملأ الزمان والمكان..
وفي غفلةٍ مني تسرّب ذلك الإحساس الجميل، وخَفَتَ وبرد وصار ذكرى أحاول استرجاعها فتتمنّع!
حينها لم أجد حاجة لبحث موضوع القلب ومعنى علاقته بالدماغ، وهل هو مستودع للمشاعر والإيمان.. ؟
وهي أبحاث مهمة وجديدة لا زالت في محاضن الملاحظة المعرفية والطبية.
فالقلب هو ذلك الإحساس اليقظ حيناً، وهو ذلك الفتور حيناً، وهو ذلك الإيمان الجارف تارة،
وهو تلك الغفلة؛ التي لو طالت لصارت ميداناً للشك والوسوسة..حينها فهمت معنى الدعاء النبوي:
-« يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِى عَلَى دِينِكَ ». (رواه الترمذي، وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه).
-« اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ». (رواه مسلم، وأحمد عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِوبْنِ الْعَاصِ).
في داخلي وجدت القِدْر الذي يغلي فيصبح أعلاه أسفله، ويصبح أسفله أعلاه، وهو في الحديث عَنْ
الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ -رضي الله عنه-: (لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ تَقَلُّبًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلَيَانًا) (أخرجه أحمد).
وكأن المراد هنا أن اهتمامات القلب تختلف، وأولوياته تتغير، فيصير الأعلى أدنى والأدنى أعلى،
وكل مافي القِدْر فهو مما يُستطعم ويُنتفع به، ولعله تعبير عن الطبيعة البشرية وتحولاتها.
ومرة شعرت بعصفور يتحرك في صدري، ويهمّ بالطيران، ويتقلّب يميناً وشمالاً، فكان ذلك توصيفاً عملياً
لقول طبيب القلوب -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّ قَلْبَ ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الْعُصْفُورِ يَتَقَلَّبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ
مَرَّاتٍ) (أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (1/474، رقم 754)، والحاكم (4/342، رقم 7850)،
وقال: صحيح على شرط مسلم. وأبو نعيم (5/216).
ويا ليت قلبي كقلب طائر؛ بريء نزيه لا يحقد، ولا يحسد، ولا يغل، ولا يحمل هموم الغد وآلام
اليوم ومرارات الأمس!
وأشد من كل هذا أن تجد قلبك يوماً كالريشة في مهب الرِّيح؛ كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ
-رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّمَا سُمِّىَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ إِنَّمَا مَثَلُ
الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِى أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْراً لِبَطْنٍ » (أخرجه أحمد)، وكما قيل:



وما سُمَّي الإنسان إلا لنسيه .... ولا القلب إلا أنه يتقلَّبُ


إنها الفتن التي تطيش لها القلوب وتتشرّبها أو ترفضها وتنكرها.
والمرء تبع لقلبه فإذا تقبَّل الفتنة صارت نقطة سوداء، وجعلت القلب مستعداً لتقبُّل مثلها حتى
يصبح أسود؛ كالليل المظلم، أو كالكوز المقلوب؛ لا يستقر فيه ماء، ولا خير.
وإذا قاوم الفتنة وجاهدها أصبح أبيض مثل الصفا؛ لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض.
متى يستسلم القلب، ويعرف طريقه، ويقر قراره؟
إذا طال ترداده في طرق التقوى والإيمان، ودامت صلواته وسجداته، فللقلب سجدات تحت العرش،
وتلاوات خاشعات، ومناجاة وأسرار إذا عرفها تعلّق بها، ولم ينفك عنها، ولا رضي بغيرها بدلاً.
ولذا قال يعقوب لبنيه: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (132:البقرة).
وحكى الله عن المؤمنين الصادقين أن الملائكة تحضرهم عند الموت، وتثبّتهم وتحميهم من إلقاء
الشيطان: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (30:فصلت).
وهو معنى قول الحق -سبحانه-: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (27:إبراهيم).
هل تراقب قلبك؟
أتجده في صعود أم في انحدار؟
كم درجة تمنحها له الآن بعد هذه الامتحانات العديدة التي مررت بها، والفتن التي تعرّضت لها؟
ما هي نافذة الشر؛ التي تأتيك منها رياح الدَّبُور؟
هل جرّبت دواء وانتفعت به فأحببت أن تصفه لأحبابك ومن يشاطرك المعاناة؟
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8:آل عمران).
رآق لي

عنيده
07-29-2017, 03:01 AM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

خالد الشاعر
07-29-2017, 03:11 AM
موضوع رائع ومميز
طرحتى فابدعتى دمتى ودام عطائكِ
سلمت اناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لكى
لكى خالص احترامي

محروم
07-29-2017, 04:04 AM
الله يعطيك ـآإآلف ع ـآإآفية

بلسم القلوب
08-01-2017, 09:40 AM
سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام

الامير
08-01-2017, 01:53 PM
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار,,~

أمير المحبه
08-02-2017, 04:45 PM
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

اميرة خواطر
08-07-2017, 02:16 AM
امير المحبة

تـواجدك الرائــع ونــظره منك لمواضيعي هو الأبداع بــنفسه
يــســعدني ويــشرفني مرورك وردك وكلماتك الأروع

اميرة خواطر
08-07-2017, 02:16 AM
محروم

تـواجدك الرائــع ونــظره منك لمواضيعي هو الأبداع بــنفسه
يــســعدني ويــشرفني مرورك وردك وكلماتك الأروع

اميرة خواطر
08-07-2017, 02:17 AM
الامير

تـواجدك الرائــع ونــظره منك لمواضيعي هو الأبداع بــنفسه
يــســعدني ويــشرفني مرورك وردك وكلماتك الأروع

اميرة خواطر
08-07-2017, 02:17 AM
بلسم القلوب

تـواجدك الرائــع ونــظره منك لمواضيعي هو الأبداع بــنفسه
يــســعدني ويــشرفني مرورك وردك وكلماتك الأروع

اميرة خواطر
08-07-2017, 02:17 AM
خالد الشاعر

تـواجدك الرائــع ونــظره منك لمواضيعي هو الأبداع بــنفسه
يــســعدني ويــشرفني مرورك وردك وكلماتك الأروع

اميرة خواطر
08-07-2017, 02:17 AM
ضامية الشوق

تـواجدك الرائــع ونــظره منك لمواضيعي هو الأبداع بــنفسه
يــســعدني ويــشرفني مرورك وردك وكلماتك الأروع

الليث
09-18-2017, 04:44 PM
طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي..
يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..

ارتواء نبض
01-07-2019, 12:54 PM
https://islamic-images.org/wp-content/uploads/2016/01/20160117-14.gif