المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد عياش، إرادة جبارة وَ عزيمة لا تلين


عنيده
02-03-2019, 02:17 AM
محمد عياش، إرادة جبارة وَ عزيمة لا تلين






من رحم بيئة قروية جافة ولد أخي وصديقي العزيز محمد علي قائد عياش
ذو الخمسة والعشرين عاما، في قرية الجراب -مخلاف العود مديرية النادرة
وكغيره من جل أقرانه ومجايليه نشأ محاطا بالقسوة،محفوفا بالحرمان
وارفا بشضف العيش، والطفولة المعذبة.
انتهت سنوات طفولته الأولى الست التي يفترض ان يكون محمد بعدها
مهيئا لدخول المدرسة، غير ان محمداً كان بفعل معاناته قد أصبح مؤهلا لدخول
مدرسة الحياة الأكثر صعوبة وقساوة وتحديا ومسؤلية.

http://asdmag.net/wp-content/uploads/2019/01/IMG-20190104-WA0015.jpg


كان التحاق محمد بالمدرسة مصحوبا ببعض المسؤليات المنزلية التي ينبغي عليه القيام بها
كمساعدة أبيه في الفلاحة، ورعي الغنم، أما بالنسبة لبديهيات الطفولة الرئيسة
كاللعب، والمرح،وتفريغ الطاقات الحركية الزائدة فيفرد لها الوقت الضئيل
الذي يقتطعه من جدول واجباته المزدحم.
أنهى محمد تعليمه الأساسي ،ثم الثانوي بمستوى متوسط، غير أنه كان قد
أنجز كل مسؤلياته الأخرى بتميز واقتدار .
كبر محمد ،وكبرت معه أحلامه وهمومه، تلطعه ووجعه، جراحه وطموحه، أحس بضرورة
المضي قدما واقتحام غمار الحياة ومشاقها، وشق طريقه نحو مستقبله المجهول ،وتوفير
احتياجات حياته الأساسية ،وتحمل مسؤليته الفردية تجاه نفسه، وتجاه أسرته.
كانت ظروف أسرية خاصة قد دفعته دفعا إلى الإقدام على ذلك ،ومغادرة القرية ،والتوجه
نحو صنعاء ،صنعاء عاصة اليمن المثقلة بأحلام كثير من الموجعين، والمثخنة بجراحهم.
في صنعاء بدأ محمد مسيرة البحث عن عمل،فتنقل بين أعمال كثيرةتشترك جميها في المجهود
الشاق والأجر الزهيد ،استمر راضيا بقدره قانعا به،يتربص الفرص ،ويراود الأحلام
ويزداد قناعة ويقينا برعاية وكرم الله الذي لا يخذل مومنا به متوكلا عليه، دارت الأيام
واتسعت دائرة معارفه بالأشخاص والأصدقاء وزادت خبرته بالمدينة وطرائق العمل فيها
هكذا ظل محمد ينتقل من عمل إلى آخر، حتى استقر أخيرا في شركة أهلية لصناعة الشاي
وفيها شعر بنوع من الرضى الكبير جهدا وأجرا ،وفيها عمل فترة من الزمن حتى حدث الموقف
الذي تغيرت حياة محمد بعده بشكل جوهري كبير،ففي وردية عمله النهارية وفي الوقت الأخير
منها في الساعة الثامنة والنصف مساءً ،فقد محمد يده اليمنى إثر ارتباك حركي اقتربت فيه
يده من المنشار الكهربائي ،ليغمى عليه، تم نقل سريعا إلى أحد مشافي العاصمة وهناك
قرر الأطباء اليد من الرسغ،بترت يده ليفيق على يد مقطوعة ،ومشاعر منهكة ،وأحلام
سفك بعضها في ذلك الموقف المروع ،وتأجل بعضها الآخر إلى أجل غير مسمى.
كانت على الشركة ان تعوض محمدا وتوفر له اليد الصناعية كجزء بسيط من التعويض النفسي
لكن غياب القانون والسلطة معا إضافة إلى انعدام الضمير والمسؤلية الأخلاقية لدى بعض
الشركات الأهلية الربحية ،جعلت الأمور تنحو منحا آخر دخلت القضية من خلاله المحكمة
لتبدأ في هذه الأخيرة رحلة معقدة من التقاضي المطال، والجلسات الكثيرة التي جعلت محمدا
يرضى ويقنع بقدر الله ،ويوكل أخاه الذي يعمل في صنعاء مثله لكن في عمل آخر بمتابعة
قضيته عسى أن ينال أبسط حقوقه القانونية التي تقرها المحكمة ،وبذلك
ترك محمد صنعاء ليبدأ بعدها مرحلة مختلفة ومتميزة من حياته.
قفل محمد عائدا إلى مركز مديرية النادرة حيث تقيم التي هجرت الريف وانتقلت للعيش
في النادرة قبل ثلاث سنوات. وفي النادرة تملكه شعور نحو إكمال تعليمه ،فالتحق
في كلية التربية-النادرة، قسم اللغة العربية وآدابها وهناك تعمقت معرفتي به من خلال
الاحتكاك والتواصل شبه اليومي بيننا خاصة وقد تزامن التحاقه بالكلية
مع عودتي للتدريس بعد أن انهيت دراستي في الماجستير.
شق محمد طريقه بجد وتفاؤل ،وكنت معه أرقبه بالنصح وامنحه الجرعات الإيجابية الكافية
للمضي قدما بعزيمة أقوى، وإرادة تجابه الصعاب والعوائق، كانت الإشكالية الأبرز
التي تواجه محمدا تتمثل في ظرفه المادي الصعب لدرجة أنه لا يتمكن من اقتناء جل الملازم
والمراجع إلا قبيل الامتحانات بأيام معدودة، بالإضافة بطئه في الكتابة باليد، اليسرى نظرا
لقرب عهده بالموقف الذي خسر فيه يده اليمنى، تجاوز محمد ذلك كله مع الوقت
جاءت امتحانات الفصل الأول ولازالت مشكلة بطئه في الكتابة تمثل عائقا قد يؤثر على أدائه
وهو ما قادني إلى طرح موضوعه على عمادة الكلية والتي أولت ذلك الأمر جل الأهمية
ووجهت رئاسة الكنترول بتسهيل كل العوائق للطالب، وإعطائه الوقت الكافي للإجابة عن الاختبار.
انتهت الاختبارات وظهرت نتائجها ليفاجئ محمد الجميع بحصوله على المركز الأول
فاتحا لنفسه ولأسرته ولنا ولكل أصدقائه ومحبيه نوافذ من الأمل والبهجة
والتطلع نحو المستقبل بحب، وشغف.
فعل محمد ذلك ولا يزال، وهاهو يدخل عامه الدراسي الجامعي الثالث بإرادة
أقوى وعزيمة لا تلين محافظا على صدارته وتفوقه العلمي.
محمد الآن لم يعد ذلك الشخص العادي بل أصبح رمزا طلابيا للتميز والإبداع، وظاهرة
تلهم الكثير والكثير بالمزيد من المعاني والتطلعات،توسعت دائرة معارفه، وحظي ولايزال
بمكانة سامقة في نفوس كل اساتذته وزملائه ومحبيه، بل وصار يحمل هم الكثير من طلاب الكلية
يساهم في مساعدتهم ويسهم في حل مشاكلهم ويعينهم على تخطي الحواجز والمعوقات.
حقق محمد كل ذلك متخطيا الإعاقة، والعوائق، فعل ذلك بتميز ونجاح، فعل ذلك كله
في حين لاتزال ملازم الدراسة ومراجعها أشياء لا تتوفر بسهولة نظرا لظروفه المادية الماسة.
أما سواها من متطلبات المظهر والحياة العصرية كالهاتف والجوال، واللابتوب
أحلام مستحيلة التحقق على الأقل في الظرف الراهن.
بمحمد نفخر ونفاخر ونباهي ونعتز، وبمثله يجب ان نهتم وندعم ونساعد،ونعين ونشجع
وله ولأمثاله نقطع على أنفسنا العهد أمام الله والتأريخ والإنسانية أننا لا ولن ندخر جهدا
في مساعدتهم ،وتوفير متطلباتهم وإيصال معاناتهم واحتياجاتهم إلى كل المنظمات والجمعيات
والعمل على كل ما من شأنه تحقيق آمالهم وتطلعاتهم .

تقرير / عبدالمعين المضرحي – اليمن

</ul>

االغالي
02-03-2019, 09:59 AM
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع وجهود أروع
ننتظر مزيدكم بشوووق

ارتواء نبض
02-04-2019, 09:37 PM
-






سلمت كفوفك لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك ..!

اميرة خواطر
02-05-2019, 01:42 AM
.
.

.

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1415669233_691.gif
سلمُ لناهذُآ الذوُوُق..
الذُي يقطفُ لنا..
وسلم لنا هذا القلم المميز
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..
ما ننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
ل روحك الجووري
بانتظار جديدكِ بشوق

.

.

.

أمير المحبه
02-05-2019, 03:12 PM
سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام

الامير
02-14-2019, 04:51 AM
سلمت الايادي
الف شكر لك ع جهودك المميزه
يعطيك العافيه

االغالي
03-03-2019, 05:45 AM
تـوآجدك الرائــع ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..
يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ

احساس انثى
03-04-2019, 08:32 PM
يعطيك العافيه
طرح اكثر من رائع راق لي..