المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احاديث كتاب الصيام من رياض الصالحين (1)


اميرة الحرف
06-12-2017, 09:23 PM
أحاديث كتاب الصيام من رياض الصالحين


التعليق على أحاديث كتاب الصيام من كتاب رياض الصالحين


عبدالله بن محمد الحسين أباالخيل




بسم الله الرحمن الرحيم



قال المؤلف : 217- باب وجوب صوم رمضان وبَيان فضل الصّيام وما يتعلق به ، قال اللَّه تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } إلى قوله تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر } الآية. وأما الأحاديث فقد تقدمت في الباب الذي قبله .
1223 – وَعنْ أَبي هُريرة رضِي اللَّه عنْهُ ، قال : قال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « قال اللَّه عَزَّ وجلَّ : كُلُّ عملِ ابْنِ آدم لهُ إِلاَّ الصِّيام ، فَإِنَّهُ لي وأَنَا أَجْزِي بِهِ ، والصِّيام جُنَّةٌ فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فلا يرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ ، فَلْيقُلْ : إِنِّي صَائمٌ ، والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ ، للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما : إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ » متفقٌ عليه ، وهذا لفظ روايةِ الْبُخَارِي ، وفي رواية له : « يتْرُكُ طَعامَهُ ، وَشَرابَهُ ، وشَهْوتَهُ ، مِنْ أَجْلي ، الصِّيامُ لي وأَنا أَجْزِي بِهِ ، والحسنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا » ، وفي رواية لمسلم : « كُلُّ عَملِ ابنِ آدَمَ يُضَاعفُ الحسَنَةُ بِعشْر أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمِائة ضِعْفٍ ، قال اللَّه تعالى : « إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وأَنا أَجْزي بِهِ : يدعُ شَهْوتَهُ وَطَعامَهُ مِنْ أَجْلي ، لِلصَّائم فَرْحتَانِ : فرحة عند فطره ، فَرْحةٌ عِنْدَ لقَاء رَبِّهِ ، ولَخُلُوفُ فيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ ريحِ المِسْكِ » .
1224 – وعنهُ -أبي هريرة – أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَين في سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْواب الجَنَّةِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ ، فَمَنْ كَان مِنْ أَهْلِ الصَلاةِ دُعِي منْ باب الصَّلاةِ ، ومَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِي مِنْ باب الجِهَادِ ، ومَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصِّيامِ دُعِيَ مِنْ باب الرَّيَّانِ ، ومنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصَّدقَة دُعِي مِنْ باب الصَّدقَةِ » قال أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : بأَبي أَنت وأُمِّي يا رسولَ اللَّه ما عَلى مَنْ دُعِي مِنْ تِلكَ الأَبْوابِ مِنْ ضَرُورةٍ ، فهلْ يُدْعى أَحدٌ مِنْ تلك الأَبْوابِ كلِّها ؟ قال : « نَعَم وَأَرْجُو أَنْ تكُونَ مِنهم » متفقٌ عليه .
1225- وعن سهلِ بنِ سعدٍ رضي اللَّه عنهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ فِي الجَنَّة باباً يُقَالُ لَهُ : الرَّيَّانُ ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ ، لا يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم ، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ ؟ فَيقومونَ لا يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غيرهم ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ » متفقٌ عليه .
1226 – وعَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضيَ اللَّه عنهُ قال : قالَ رسولُ اللَّهِ : « مَا مِنْ عبْدٍ يصُومُ يَوماً في سبِيلِ اللَّه إِلاَّ باعَدَ اللَّه بِذلك اليَومِ وجهَهُ عَن النَّارِ سبعينَ خرِيفاً » متفقٌ عليه .
1227 – وعنْ أَبي هُرَيرةَ رضيَ اللَّه عنهُ ، عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً واحْتِساباً ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِهِ » متفقٌ عليه
– 1228 – وعنهُ رضيَ اللَّهُ عنهُ ، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « إِذا جَاءَ رَمَضَانُ ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ » متفقٌ عليه .

مسائل الباب :
1) لفتات وإشارات على آية فرض الصيام :

الأولى : صدرتْ الآية ب(يا أيها الذين آمنوا …) الآية . ذكر السعدي أن هذا النداء يوحي بأمرين :

الأمر الأول : دعوة لهم أن يتمموا إيمانهم ويكملوه بالشرائع الظاهرة والباطنة . الأمر الثاني : دعوة لهم إلى شكر نعمة الإيمان ببيان تفصيل هذا الشكر وهو الانقياد التام لأمره ونهيه .

الأمر الثاني : في قوله ( كما كتب على الذين . ) الآية ، التكليف شاق على النفس فتحتاج إلى عون ودفع لها لتنهض به وتستجيب له ، فراعى الشرع هذا الجانب ، وبين أن الصيام مفروض على من سبق فهي ليست الوحيدة التي قامت بهذا الأمر فالطريق مسلوكة ، وهي دعوة للتنافس مع من سبق ، وهم ليسوا بأفضل منكم .

الثانية : في قوله (أيام معدودات ..) الآية ، فهي أيام قليلة تصام تباعاً وتنقضي سراعاً وليست كل العمر ؛ وهذا توجيه وتسلية وتعليل من أجل ترويض النفوس لقبول تلك العبادة .

الثالثة : في قوله ( لعلكم تتقون …) الآية ، شرع الصيام لأجل تحقيق التقوى في النفوس لا لإتعاب النفس والمشقة عليها ؛ فهو يدرب على مراقبة المولى وهو معين على الاستكثار من العبادات لخلو الجوف من الطعام .

2) قوله صلى الله عليه وآله وسلم ” لخلوف فم الصائم أطيب عند الله ..” ” يوم القيامة ” كما في رواية مسلم ، وهذا هو ظهور أثر العبادة ، وهذا شعار المؤمنين يوم القيامة في الوضوء التحجيل ، وفي الفم رائحة الطيب كما قال ابن حبان .

3) سبب إضافة الصيام إلى الله عز وجل . من أجمل ما قيل في ذلك أن الصوم بعيد من الرياء لخفائه بخلاف الصلاة ونحوها ، ولكونه ليس للصائم ونفسه حظ فيه .

4) قوله سبحانه وتعالى “وأنا أجزى به ” فكل عمل يضاعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصيام فلا حصر لتضعيفه كما قال الأوزاعي ” ليس يوزن لهم ولا يكال ، وإنما يغرف لهم غرفا ” على قوله تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وقد جاء تسمية شهر الصيام بشهر الصبر كما في حديث عند أحمد والنسائي .

5) المراد ب ” زوجين ” أي أنفق شيئين من أي صنف من أصناف المال ، والمراد ” في سبيل الله ” عند الإطلاق يراد به الجهاد ، فقد ذكر ابن حجر في الفتح أنه يأتي على معنى الجهاد فعن أبي هريرة ” ما من مرابط يرابط في سبيل الله فيصوم يوماً في سبيل الله ” ، وجاء في معنى طاعة الله تعالى ” …يوماً في سبيل الله ابتغاء وجه الله عز وجل ” ، والبخاري ساق في كتاب الجهاد ” باب فضل الصوم في سبيل الله ” ، وبوب باباً آخر في هذا الكتاب – الجهاد – : باب فضل النفقة في سبيل الله ، وقد يدل على هذا الوجه حديث القرآن في سورة البقرة عن النفقة قال تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله …) الآية .

6) قال العلماء الصيام في الجهاد أفضل فيمن لا يضعفه ولا يتضرر به لاجتماع فضيلتان ، وقد جاء ما يفيد أن ذلك في صيام التطوع كما في مسند أبي يعلي ” من صام يوماً في سبيل الله متطوعاً في غير رمضان ” وضعفه الألباني .

7) أبواب الجنة ثمانية كما جاء ذلك في الصحيحين ، وأبواب جهنم سبعة كما في سورة الحجر ، وجاء تسمية أربعة أبواب للجنة في هذا الحديث ، قال ابن حجر : وبقي من الأركان الحج فله باب بلا شك ، وأما الثلاثة فمنها باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس كما عند أحمد عن الحسن مرسلا ، …، والباب الأيمن باب المتوكلين كما في صحيح البخاري في تفسير سورة الإسراء باب (ذرية من حملنا مع نوح …) ، وأما الباب الثالث فلعله باب الذكر ، فعند الترمذي ما يؤمي إليه ، ويحتمل أن يكون باب العلم ، ونقل النووي عن القاضي عياض في شرح مسلم في أبواب الجنة ؛ باب التوبة وباب الكاظمين وباب الراضين .

8) قول أبو بكر ” ما على من دعى من تلك الأبواب ” سعى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأراد أعلى وأكمل المطالب وهو أن يدعى منها كلها لا من واحد فقط ، وقد جاء ما يدل على دعاءه من جميع الأبواب الثمانية فعند ابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” أجل –أي نعم – هناك من يدعى منها كلها ، وأنت هو يا أبا بكر ” ، ومن اجتمعت فيه تلك الخلال دعي من جميع الأبواب على سبيل التكريم له ، وإلا فدخوله إنما يكون من باب واحد ، ولعله يدخل من باب العمل الذي يكون أغلب عليه فهو أفضل في حقه ، فيختاره لا مجبوراً ولا ممنوعا من الدخول من غيره ، فإذا أكثر المرء من عمل تطوعاً فوق ما وجب حتى عرف به دعي من بابه في الجنة ، وقال ابن حجر : على قوله “ما على من دعي …” من أكثر من شيء عرف به ، وعند أحمد ” لكل أهل عمل باب يدعون من بذلك العمل ؛ فلأهل الصيام باب يدعون …” ، وأقل الإكثار في الصيام فيما يظهر والله أعلم صيام ثلاثة أيام من كل شهر فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمرو ” صم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ” وتفسير ذلك ما جاء عند النسائي والترمذي من حديث أبي هريرة وأبي ذر ” من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر ، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها …) اليوم بعشرة أيام ..” الحديث ، وصححه الألباني ، وأبو بكر رضي الله عنه سبق إلى الخير قبل أن يدعى إليه ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :” قال يوماً :من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر الصديق : أنا ، قال فمن اتبع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : من أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : فمن عاد منكم اليوم مريضاً ، قال أبو بكر ك أنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” ما اجتمعن في رجل في يوم إلا دخل الجنة ” وآية سورة المؤمنون تصوره أجمل تصوير قال تعالى ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون …) .

9) تسمية باب الصائمين بالريان لأنه مشتق من الري وهو مناسب لحال الصائم ، والري أولى من الشبع لكون العطش أشق على الصائم من الجوع ، وجاء عند الترمذي ” من دخله لم يظمأ أبداً ” وصححه الألباني .

10) ساق البخاري هذا الحديث في “من صام رمضان ..”عدة مواضيع من صحيحه ومنها في كتاب الصوم باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً ونية ، ولهذا فالمغفرة الموعودة هنا مشروطة بشروط :
1- أن يصوم إيماناً بالله ورسوله وتصديقاً بفرضية الصيام وما أعده الله تعالى للصائمين من جزيل الأجر .
2-أن يصوم احتساباً إلى طلباً للأجر والثواب بمعنى مخلصاً في عمله لا رياء ولا تقليداً ولا تجلداً ، ويصوم بطيب نفس غير كاره له ولا مستقلا لأيامه .
3- أن يجتنب كبائر الذنوب ، ودليله ” الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ” رواه مسلم .

11) هل المغفرة لكل الذنوب أم مخصوصة بالصغائر فقط ، قال النووي : المعروف أنه يختص بالصغائر ، وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم : والصحيح قول الجمهور أن الكبائر لا تكفر بدون توبة ، وقال : ولو كانت الكبائر تقع مكفرة بالوضوء والصلاة …لم يحتج إلى التوبة ، وهذا باطل بالإجماع .

12) في حديث ” صفدتْ ..” الشياطين لا يخلصون إلى افتنان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع للشهوات ، والشياطين إنما يخلصون إلى من لا يصوم أو يصوم عن الحلال ويقع في الحرام ، والمصفد من الشياطين هم المردة كما جاء في الروايات ” تغل فيه مردة الشياطين ” وفي رواية “مردة الجن ” ، فالمقصود تقليل الشرور فيه ، وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره ؛ ولا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية لأن لذلك أسباباً غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية .

13) من فضائل شهر رمضان ما جاء عند الإمام أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ” صححه الألباني في صحيح النسائي ، وعند الترمذي وابن ماجه ” وفتحت أبواب الجنة ولم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك في كل ليلة ” وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

14) ومن فضائله ما جاء عند الطبراني عن عبادة مرفوعاً : ” أتاكم رمضان ، شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فتنزل الرحمة ، وتحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ؛ فأروا الله من أنفسكم خيرا ” رواه المنذري في الترغيب والترهيب ، وضعفه الألباني ، وذكره ابن رجب في اللطائف .


قال المؤلف : 218- باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان والزيادة من ذلك في العشر الأواخر منه .
1230 – وعن ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ » متفقٌ عليه .
1231- وعَنْ عائشة رَضَيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ ، أَحْيا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه ، وَشَدَّ المِئزرَ » متفقٌ عليه .
مسائل الباب :

1) تعليقات :

1- من المناسب تقديم حديث رقم (1202) من أحاديث باب -214- فضل قيام ليلة القدر . هنا في هذا الباب ، وهو : وَعَنْ عائشة قَالَتْ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ ، وفي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه ، مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ » رواهُ مسلمٌ ، خاصة بعد الحديث عن فضائل الشهر .

2- ساق المؤلف حديث رقم -1231- في هذا الباب مرة آخرى في : 214- باب فضل قيام ليلة القدْر ..، ورقمه هناك (1201) ، ومن المناسب أن يكون الحديث عنه في باب فضل قيام ليلة القدر إن شاء الله تعالى ، وقال الألباني على هذا الحديث ” وَجَدَ ” هي لمسلم فقط ، وهي مذكورة في باب فضل قيام الليل ، ولم تذكر هنا في هذا الباب .

2) قال ابن القيم : وكان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات ….، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف ، وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور .
3) مدارسة القرآن في رمضان :
1- القرآن أنزل في رمضان (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن …) الآية .
2- القرآن أنزل للتدبر قال تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته …) لا لمجرد القراءة ، وإن كان في مجرد التلاوة أجر ، وقد ذم الله سبحانه وتعالى الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة . فقال تعالى (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني …) والأماني هي مجرد التلاوة ، قال الحسن البصري : نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا ، وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما : أن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم ؛ فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها في النهار ، وقال ابن الجوزي : التدبر هو المقصود من القراءة ، وقال ابن القيم : فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر ، وقال : فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ، وقال ابن تيمية : من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق .
3- أفضل أوقات القراءة : قال النووي : وأما القراءة في غير الصلاة فأفضلها قراءة الليل ، وأما قراءة النهار فأفضلها ما كان بعد صلاة الصباح ، ومن الشهور رمضان ، وقال ابن حجر : المقصود من التلاوة الحضور والفهم ؛ ولأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .
4- قال ابن رجب : وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما الأوقات المفضلة كشهر رمضان وخصوصاً الليالي التي تطلب فيها ليلة القدر أو الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان .

5- كيف كان السلف يحزبون قراءة القرآن ..؟!
كان بالسور لا بالأجزاء كما قال ابن تيمية ، فقد جاء عن أوس بن حذيفة رضي الله عنه قال : سألت أصحاب النبي صلى الله عليه آله وسلم كيف تحزبون القرآن ..؟! قالوا : ” ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشر ، وثلاث عشر ، وحزب المفصل وحده ” رواه أبو داود وأحمد وابن ماجه ، وضعفه الألباني ، واحتج به ابن تيمية في كيف التحزيب ، والطريقة كالتالي : اليوم الأول : من الفاتحة إلى نهاية سورة النساء، واليوم الثاني : من المائدة إلى نهاية التوبة ، واليوم الثالث : من يونس إلى نهاية الكهف ، والرابع : من سورة مريم إلى نهاية الفرقان ، والخامس : من الشعراء إلى نهاية يس ، والسادس : من الصافات إلى نهاية الحجرات ، والسابع : من ق إلى نهاية القرآن .

6- محفزات على قراءة القرآن الكريم :
1/ الحسنة بعشر أمثالها لحديث ابن مسعود رضي الله عنه ” من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول : آلم حرف ، بل : ألف حرف ولام حرف وميم حرف ” رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
2/ أنه مهما تكررت قراءة القرآن من حافظ له وغيره فالحسنات تكتب للقاري بمجرد القراءة ولو كرر الآية مرات ، ولا يشعر القاري بالملل في قراءته بخلاف الكتب ونحوها ، فعن علي رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « أَلاَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ ». فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ، وفيه « …. وَلاَ يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ …. » ذكر ابن كثير في الفضائل أنه من كلام علي رضي الله عنه ، وجاء شاهد عن ابن مسعود من قوله في المسند .

والله أعلم .


قال المؤلف : 219 – باب النَّهْي عن تقدّم رمضانَ بصوم بعد نصف شعبان إلاَّ لمن وصله بما قبله ، أو وافق عادةً له بأن كان عادته صوم الاثنين والخميس فوافقه .
1234- (الحديث الثالث في هذا الباب)وعنْ أَبي هُريْرَةَ رضِيَ اللَّه عَنْهُ قال : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِذا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبانَ فَلا تَصُومُوا » رواه الترمذي وقال : حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ .
1232 -(الحديث الأول) عن أَبي هُريرة رضيَ اللَّه عَنْهُ ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا يتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكمْ رَمَضَانَ بِصَومِ يومٍ أَوْ يومَيْنِ ، إِلاَّ أَن يَكونَ رَجُلٌ كَانَ يصُومُ صَوْمَهُ ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليوْمَ » متفقٌ عليه.
1233 – (الحديث الثاني)وعن ابنِ عباسٍ ، رضيَ اللَّه عنهما ، قال : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا تَصُومُوا قَبْلَ رَمَضَانَ ، صُومُوا لِرُؤْيتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ حالَتْ دُونَهُ غَيَايةٌ فأَكْمِلوا ثَلاثِينَ يوماً » رواه الترمذي وقال : حديث حسنٌ صحيحٌ .« الغَيايَة » بالغين المعجمة وبالياءِ المثناةِ من تحت المكررةِ ، وهِي : السَّحَابةُ .
1235 – (الحديث الرابع في هذا الباب ) وَعَنْ أَبي اليَقظَان عمارِ بنِ يَاسِرٍ رضيَ اللَّه عنْهما ، قال : « مَنْ صَامَ اليَومَ الَّذِي يُشكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبا القَاسِمِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم » رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال : حديثٌ حسن صحيحٌ .

مسائل الباب :

1) زيادة في تخريج أحاديث الباب :

الحديث الأول : ” إذا بقى …” صححه الألباني في صحيح الترمذي وصحيح الجامع ، ومشهور بلفظ ” إذا انتصف شعبان ، فلا تصوموا حتى يكون رمضان ” من حديث العلاء .
الحديث الثالث : ” لا تصوموا قبل رمضان ” حديث ابن عباس ، صححه الألباني .
الحديث الرابع :” من صام اليوم الذي يُشك ..” ورواه البخاري معلقا ، ووصله الخمسة أهل السنن وأحمد وصححه ابن حبان والألباني .

2) قدمتُ وأخرتُ بين الأحاديث لأجل ترتيب المسائل ؛ وهذا كله رأي واجتهاد .

3) قال العلماء : معنى الحديث ” لا يتقدمن أحدكم رمضان …” لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان ، قال الترمذي : لما أخرج هذا الحديث : العمل على هذا عند أهل العلم كرهوا أن يتعجل الرجل بصيام قبل دخول رمضان لمعنى رمضان .

4) الحكمة من النهي عن التقدم بصيام يوم أو يومين ؟.

الصحيح أن الحكمة تعلق الحكم بالرؤية ، فمن تقدمه بيوم أو يومين فقد حاول الطعن في هذا الحكم ، وهذا هو المعتمد ، قاله ابن حجر في الفتح ، وذكر ابن حجر جمعاً بين الأحاديث : أن حديث العلاء ” إذا انتصف ” الذي هو حديث أبي هريرة رقم (1234) محمول على من يضعفه الصوم ، وحديث ” لا يتقدمن ” مخصوص بمن يحتاط بزعمه لرمضان . أ. هـ .

5) ما هو يوم الشك ؟.
هو يوم الثلاثين من شعبان يقال عنه أنه يوم الشك عندما لا تكون السماء صحواً ، فهذا هو يوم الشك ، لأن مع وجود الصحو فلا يسمى شكاً لعدم ما يمنع من رؤية الهلال .

6)حكم صيام يوم الشك ؟

القول الراجح ، لا يثبت دخول الشهر إذا كانت السماء غائمة ليلة الثلاثين من شعبان ، بل يحرم صومه ، لأنه يوم الشك الذي نهى عن صومه لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً ” … فإن غُم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً ” .

هذا والله أعلم .

-220- باب ما يُقَالُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الهِلالِ
1236 – عَنْ طَلْحَةَ بنِ عُبْيدِ اللَّهِ رضِيَ اللَّه عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إِذا رَأَى الهِلالَ قَالَ: « اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه ، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ » رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
1229 -¬ (الحديث السابع في باب وجوب صوم رمضان )وعنهُ – أبي هريرة -أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ ، فإِن غمي عَليكم ، فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبانَ ثَلاثينَ » متفقٌ عليه ، وهذا لفظ البخاري ، وفي روايةِ مسلم : « فَإِن غُمَّ عَليكم فَصُوموا ثَلاثِينَ يَوْماً » .

مسائل الباب :
1) قوله ” إذا رأى ..” هل هذه السنة مشروعة لمن سمع بخبر الرؤية ؛ وإن لم يشاهد الهلال ، أم أنها خاصة لمن رأى الهلال فقط ، ظاهر الحديث أن ذلك خاص بمن رأى فقط – ابن عثيمين .

2) الظاهر أنه لو اكتمل الشهر لا يقال هذا الدعاء ؛ فالسنة مشروعة بالرؤية للهلال في إهلاله ؛ فما عٌلق بزمان وحال شرع فيه .

3) هذا الدعاء مشروع في رؤية هلال كل شهر .
4) رفع اليدين واستقبال الهلال أو الإشارة إليه غير مشروعة .

5) تعليق الصيام والفطر بالرؤية .
قال البخاري : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ” ، ولمسلم :” فإن أُغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين ” ، وللبخاري : ” فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ” ، وله من حديث أبي هريرة : ” فإن غُبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين “. قال الليث : حدثني عقيل ويونس :” لهلال رمضان ” الفتح ( 4/135 ) ، وعنه – رضي الله عنه – عند أبي داود وابن حبان والحاكم وصححه قال : تراءى الناس الهلال ، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته ، فصام ، وأمر الناس بصيامه ، وصححه الألباني .

6) قال البسام : وإن اتفقت المطالع ، فحكمهم واحد في الصيام والإفطار ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى . أ.هـ ، وقيل : اتحدت أو اختلفت اختلافاً غير مؤثر فالحكم واحد ، وإن اختلفت اختلافاً مؤثراً في إمكان سبق الشمس للهلال ، فإن البلد الغربي يتبع الشرقي من غير عكس .

7) هل الحساب الفلكي معتبر في دخول الشهر .
في أحاديث الباب دليل على أنه لا يعتمد على قول أهل الحساب في دخول الشهر ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله سلم علق الحكم بالرؤية لا بالحساب ، وهذا ما عليه فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية .

هذا والله أعلم


221- باب فَضْلِ السُّحورِ وتأخيرِهِ ما لم يَخْشَ طُلُوع الفَجْرِ
1237 – عنْ أَنسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « تَسَحَّرُوا فَإِنَّ في السُّحُورِ بَركَةً » متفقٌ عليه .
1238 – وعن زيدِ بن ثابتٍ رَضيَ اللَّه عَنْهُ قال : تَسحَّرْنَا مَعَ رسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، ثُمَّ قُمْنَا إِلى الصَّلاةِ . قِيلَ : كَمْ كانَ بَيْنَهُمَا ؟ قال : قَدْرُ خَمْسونَ آيةً . متفقٌ عليه .
1239 – وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللَّه عَنْهُمَا ، قالَ : كانَ لرسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مُؤَذِّنَانِ : بلالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ . فَقَالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِنَّ بلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ » قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلاَّ أَنْ يَنْزِلَ هذا وَيَرْقَى هذا ، متفقٌ عليه .
1240 – وعَنْ عمْرو بنِ العاصِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « فَضْلُ ما بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيامِ أَهْل الكتاب أَكْلَةُ السَّحَرِ » . رواه مسلم .
مسائل الباب :
1) قال ابن قاسم في الإحكام شرح أصول الأحكام : أجمع العلماء على أن تأخير السحور سنة متبعة .

2) متى يقال أن هذا تأخير للسحور ..؟!
سئل زيد : كم بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية ، وفي حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن بلالاً يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم ” . وفي رواية : ” فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ” رواه البخاري ومسلم والنسائي ومالك . وفي رواية لهما : ” ولم يكن بينهما إلا أن ينـزل هذا ويصعد هذا أو يرقى هذا ” ، قال ابن حجر ” قدر خمسين آية “أي متوسطة لا طويلة ولا قصيرة ، لا قراءة سريعة ولا بطيئة .

3) بما يحصل به السحور ؟
يحصل بأقل ما يتناوله المرء من مأكول أو مشروب ، وقد أخرج أحمد من حديث أبي سعيد بلفظ : ” السحور بركة فلا تدعوه ، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ” قال محققو المسند : حديث صحيح ، وصححه الألباني في صحيح الجامع بلفظ ” السحور أكله بركة “، ولسعيد بن منصور من طريق أخرى مرسلة : ” تسحروا، ولو بلقمة” وجاء عند أبي داود من حديث أبي هريرة : ” نعم سحور المؤمن التمر ” وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

4) حكم الأكل والشرب أثناء الأذان .
عند أبي داود عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا سمع أحدكم النداء ، والإناء على يده ، فلا يدعه ” . وفي رواية : ” فلا يضعه حتى يقضي حاجته” وإسناده صحيح ، وهي رواية أحمد في المسند ، والطبري في التفسير ، والحاكم وصححه ، وصححه الألباني ، ويقول ابن باز : أما إذا كان الأذان بالظن والتحري حسب التقاويم فإنه لا حرج في الشرب أو الأكل وقت الأذان ، وقال والأحوط للمؤمن والمؤمنة الحرص على إنهاء السحور قبل الفجر عملا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ” ، ويقول ابن عثيمين : وأما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظناً لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأيام فإنه له أن يأكل ويشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان .

5) ما سبب الحث على تأخير السحور ؟
أ- المخالفة لأهل الكتاب فيه ، فقد جاء في مسلم عن عمرو بن العاص : ” فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ” ورواه الترمذي وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العلة في التعجيل مخالفة أهل الكتاب في التأخير ، فأكلة السحور شرعت مفاصلة عن أفعال أهل الكتاب كما في هذا الحديث .
ب- السحور بركة ، من بركته متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر ، فقال : ” إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه ” أخرجه النسائي ، وصححه الألباني في صحيح النسائي ، وجاء أيضاً أن أكلة السحر تسمى الغداء المبارك عند أبي داود والنسائي عن العرباض بن سارية وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

هذا والله أعلم.


222- باب فَضْل تَعْجِيل الفِطْرِ وما يُفْطَرُ عَليهِ وما يَقُولُهُ بَعْدَ إْفطَاره
1241 – عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضِيَ اللَّه عَنْهُ ، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « لا يَزالُ النَّاسُ بخَيْرٍ مَا عَجلوا الفِطْرَ » متفقٌ عليه .
وأما لفظة ” وأخروا السحور ” فهي رواية قد انفرد بها الإمام أحمد في المسند من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ” لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطر “، وإسناده ضعيف . قاله محقق عمدة الأحكام ( 138 ) ، حديث أبي ذر منكر بهذا التمام كما قاله الألباني – الإرواء ( 1/33 ) ح ( 917 ) .
1242 – وعن أَبي عَطِيَّةَ قَالَ : دخَلتُ أَنَا ومسْرُوقٌ على عائشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا فقَالَ لهَا مَسْرُوقٌ : رَجُلانِ منْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كلاَهُمَا لا يَأْلُو عَنِ الخَيْرِ : أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ المغْربَ والإِفْطَارَ ، والآخَرُ يُؤَخِّرُ المغْرِبَ والإِفْطَارَ ؟ فَقَالَتْ : مَنْ يُعَجِّلُ المَغْربَ وَالإِفْطَارَ ؟ قالَ : عَبْدُ اللَّه ¬ يعني ابنَ مَسْعودٍ ¬ فَقَالَتْ : هكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، يصْنَعُ . رواه مسلم ، قوله : « لا يَأْلُوا » أَيْ لا يُقَصِّرُ في الخَيْرِ .
1243 – وَعَنْ أَبي هُريرَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهُ قالَ : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: ” أَحَبُّ عِبَادِي إِليَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْراً ” رواه الترمذي وقالَ : حَديثٌ حسنٌ .
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال الله عز وجل : أحبُّ عبادي إليّ أعجلُهم فطراً ” رواه الترمذي وإسناده ضعيف ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها [ جامع الأصول مع الحاشية ( 6/374-377)]، وقال الألباني في مقدمة تحقيق الرياض : في هذا التحسين نظر ؛ لأن مدار إسناده على قرة بن عبدالرحمن وهو ضعيف لسوء حفظه ، وقد بسطت أقوال العلماء في جرحه في الحديث الثاني من الإرواء .
1244 – وَعنْ عُمر بنِ الخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْهُ ، قالَ : قال رَسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ ههُنَا وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ ههُنا ، وغَرَبتِ الشَّمسُ ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصائمُ » متفقٌ عليه .
1245 – وَعَنْ أَبي إِبراهيمَ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي أَوْفى رَضِي اللَّه عنْهُمَا ، قالَ : سِرْنَا مَعَ رسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، وَهُوَ صائمٌ ، فَلَمَّا غَرَبتِ الشَّمسُ ، قالَ لِبْعضِ الْقَوْمِ : « يَا فُلانُ انْزلْ فَاجْدحْ لَنا ، فَقَال : يا رَسُول اللَّهِ لَوْ أَمْسَيتَ ؟ قالَ : « انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا » قالَ : إِنَّ علَيْكَ نَهَاراً ، قال : « انْزلْ فَاجْدَحْ لَنَا » قَالَ : فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ثُمَّ قالَ: « إِذا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ ههُنَا ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَائمُ » وأَشارَ بِيَدِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ . متفقٌ عليه ، قوله : « اجْدَحْ » بجيم ثُمَّ دال ثم حاء مهملتين ، أَي : اخْلِطِ السَّوِيقَ بالماءِ .

عنيده
06-13-2017, 01:12 AM
طرح جميــــــــــــل..

ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..


يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..


وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~


كنت هنا
خواطر عاشق

اميرة الحرف
06-13-2017, 03:18 AM
لاحرمت طلتك الجميلة
انرت الموضوع باطلالتك العبقة
لك ارق التحايا

أمير المحبه
06-13-2017, 05:40 AM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

ضامية الشوق
06-13-2017, 03:40 PM
سلمت يمنــآك
طرح جميل جدا

اميرة الحرف
06-16-2017, 11:42 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

لاحرمت طلتك الجميلة
انرت الموضوع باطلالتك
العبقة لك ارق التحايا

اميرة الحرف
06-16-2017, 11:42 PM
سلمت يمنــآك
طرح جميل جدا

لاحرمت طلتك الجميلة
انرت الموضوع باطلالتك
العبقة لك ارق التحايا

الامير
06-21-2017, 05:31 PM
طرح رائع
يعطيك العافيه

ديفا
06-21-2017, 06:37 PM
http://www.karom.net/up/uploads/13343251571.gif

جَزآك آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. "
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ
" آلتًقُوِىَ " وً " آلغفرآنَ "
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .~
وً عٍمرً آلله قًلٍبًك بآلآيمٍآنَ .~
علًىَ طرٍحًك آلًمَحِمًلٍ بنًفُحآتٍ إيمآنٍيهً .!
http://www.karom.net/up/uploads/13280917632.gif

اميرة خواطر
07-05-2017, 11:56 AM
.
http://up.arabseyes.com/uploads2013/17_09_13137944515883486.gif
ألــــف شــــكـــــر
http://sl.glitter-graphics.net/pub/600/600423a90gwy5jg6.gif
.

سلمُ لنا هذُا الذوُوُق الذُي يقطفُ لنا
وسلم لنا هذا القلم المميز
اجمًل العبارات وٌاروعهـــا
ماننحرُم منُ ذائقتُك الجميلهُ والمميزهُ
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذا العطاء
ل روحك الجووري

اميرة خواطر
http://ka3a.com/vb/image.php?u=4&dateline=1492215950&type=profile
http://www.tratel3asheq.com/vb/images/1.gif

http://up.arabseyes.com/uploads2013/17_09_13137944515883486.gif
http://up.arabseyes.com/uploads2013/17_09_13137944515883486.gif