اميرة الحرف
06-12-2017, 08:39 PM
قبسات من الحرم (19)
الأمر والنهي
فائدة 425:
قال ابن عبدالبر:
إذا تعارض أمر ونهي فإن النهي يقدم حتى لو عارض أمرًا عامًّا منصوصًا عليه في القرآن، واستدل: بأن الله قال في الصيام وقضائه لأصحاب الأعذار: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة:184].
وقال: في الحديث الصحيح: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام يومي العيدين، وقال: إن من عليه قضاء من رمضان لا يصح أن يصوم أيام العيد، مع أن الآية جعلت له الحق أن يصوم أي يوم من أيام العام.
• • • •
قاعدة فقهية
فائدة 426:
قاعدة فقهية: كل حلال طاهر، وليس كل حرام نجساً.
• • • •
إذا أحدث في صلاة الجمعة
فائدة 427:
قال الشيخ الدكتور عبد الله المطلق، رئيس قسم الفقه بالجامعة الإسلامية:
إن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: إن الشخص إذا كان في المسجد يوم الجمعة ثم أحدث؛ فإن خرج ليتوضأ فاتته الصلاة، يقول: فيصح له أن يتيمم، وكذلك لو حضرت جنازة وهو على غير وضوء فيتيمم إن خاف أن تفوته الصلاة إذا ذهب ليتوضأ.
وقد كتب الشيخ عبد الرحمن الأنصاري رسالة عن أسباب التيمم وموجباته، وذكر: أنه لو كان الوقت سيخرج لو توضأ؛ فإنه يتيمم ليصلي الفريضة، وليس عليه إعادة.
• • • •
إلا ليعبدون
فائدة 428:
قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن):
إن التحقيق في قوله جل وعلا: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، أي: ما خلقتهم إلَّا لأبلوهم بالتكاليف الشرعية، فمن امتثل وعبدني كان ثوابه الجنة، ومن عصاني واتّبع هواه واتبع الشيطان كان جزاؤه الحميم، واستدل بقوله في أول سورة تبارك: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، وقوله في أول سورة يونس: ﴿ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ﴾ [يونس: 4].
وقد أنكر سبحانه على الإنسان أن يُترك سدى، فقال: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36].
• • • •
لغة القرآن
فائدة 429:
قال الدكتور سعيد النعيمي في لمساته البيانية: إن القرآن تكلم الله به باللغة العربية، في حين أنه أرسل كل رسول بلغة قومه، لذلك كل قصة كررها جل وعلا أكثر من مرة، وكل مرة تحكي جانبًا من القصة يناسب الموقف المحكي في سياقه، ويكمل بعضها بعضًا.
• • • •
أضطر لقطع إحرام الحج
فائدة 430:
قال الشيخ سليمان الماجد: من أحرم بحجة تطوع، ثم اضطر لقطع إحرامه، فإنَّ عليه أن يجعلها عمرة، ثم إن الإمام مالكًا ورواية عن أحمد لا يوجبان عليه الحج، أما بقية الأئمة فيوجبون عليه الحج من قابل.
• • • •
الحج يشرع في أشهره
فائدة 431:
الحج يشرع في أشهره التي هي شوال وذو القعدة وذو الحجة، قال الشافعي: لا يصح الإحرام في غيرهن للحج، وقال الجمهور: يجوز.
• • • •
ترتيب الوضوء
فائدة 432:
يجب ترتيب الوضوء حسب ما في الآية، وعليه الجمهور، ونقل عن الإمام علي أنه قال: المهم الإسباغ، ولا يهم بأي عضو تبدأ.
قال الشارح: لو نسي وقدم بعضًا على بعض جاز، ولكن لا يتعمد.
• • • •
الغاية والمغيا
فائدة 433:
هل الغاية داخلة في المُغَيَّا؟
قالوا: إذا كانت الغاية من جنس الُمغَيَّا تدخل، أما إذا كانت ليست من جنسه فلا تدخل.
مثال الأول: قوله تعالى في الوضوء: ﴿ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ﴾ [المائدة: 6]، فالمرفق من جنس ما غسل قبله فهو داخل.
ومثال الثاني: قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187]، والليل ليس من جنس النهار لذلك لا يدخل، وإن كان بعض العلماء يستحسن إدخال جزء من الليل، ولكن لا اعتبار لذلك عند الجمهور.
• • • •
التسمية في الوضوء
فائدة 434:
لم يقل بوجوب التسمية في الوضوء إلا الظاهرية، وفي رواية عن أحمد أنه يجب أن يذكر التسمية مع التذكر لها، أما إن نسي فالجمهور على صحة الوضوء؛ حتى لو تركها عامدًا.
• • • •
الغسل على من أسقطت
فائدة 435:
المرأة إذا أسقطت قبل أن يكمل الجنين في بطنها مائة وعشرين يومًا؛ فإنه لا يحب عليها الغسل، ولو نزل منها دم، ولو تبين خلق الجنين؛ بل تتوضأ وتصلي وتصوم؛ حيث أن الروح لا تنفخ في الجنين إلا بعد ذلك الوقت.
• • • •
الدعاء والذكر للجنب
فائدة 436:
للجنب أن يدعو بالدعاء الذي يحمل آيات من القرآن، مثل قوله تعالى: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِي ﴾نَ [المؤمنون: 118]، والبسملة، والاسترجاع، والحمد، وإذا ركب السيارة قال: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾ [الزخرف: 13].
مع أنه لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن؛ لكن لما كان قصده الدعاء جاز.
• • • •
حكم الاستمناء
فائدة 437:
الجمهور على أن الاستمناء الذي هو استخراج المني باليد، الجمهور على أنه: لا يجوز، واستدلوا بقوله جل وعلا: ﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 7]، وحديث: "فعليه بالصوم فإن له وجاء".
وأجاز ذلك بعض العلماء، ورواية عن الإمام أحمد أجازه للضرورة، قال: كجواز استخراج الدم إذا تأذى منه الشخص؛ بالحجامة أو غيرها.
• • • •
قراءة الفاتحة في الصلاة
فائدة 438:
جمهور العلماء والإمام أحمد والشافعي ومالك يرون وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة للإمام والمنفرد، أما الإمام أبو حنيفة وبعض علماء الطوائف يرون وجوب قراءة ما تيسر من القرآن، من غير اشتراط الفاتحة.
ويستدل الجمهور بحديث: "كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج"، وأحاديث أخرى، أما أبو حنيفة فيستدل بحديث المسيء صلاته الذي قال له - صلى الله عليه وسلم -: "ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن"، وقول الله تعالى: ﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾ [المزمل:20].
• • • •
سن اليأس للمرأة
فائدة 439:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز في برنامج نور على الدرب:
إن جمهور الفقهاء أن سن اليأس بالنسبة للمرأة هو سن الخمسين، وعلى هذا فالدم الذي يخرج منها بعد ذلك يُسمى دم استحاضة، قال: فتستثفر وتتوضأ وتصلي.
قال: واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن دم العادة المعروف لديها إذا جاءها في ميعاده في سن الخمسين أو الستين يعتبر حيضًا، ولا تصلي، قال: وهذا هو الصحيح في رأيي.
• • • •
حكم إتمام الصوم لمن رجع من سفره
فائدة 440:
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في برنامج نور على الدرب بتاريخ: 10/12/1420هـ:
إن الراجح من أقوال العلماء: هو أن المسافر إذا رجع من سفره إلى بلاده وهو مفطر بسبب السفر ورخصته؛ فإنه لا يجب عليه الإمساك لباقي نهاره الذي قدم فيه، وهذا خلاف الذي عليه الفتوى في بلادنا.
• • • •
الضرائب
فائدة 441:
سئل الشيخ يوسف القرضاوي:
هل الضرائب التي تؤخذ على البضائع والتجارة والمحلات، تعتبر مكوسًا محرمة؟
فأجاب: هذه من حقوق المال التي تجب فيه، والدول عليها التزامات، فعليها الدفاع والتعليم والطرق وغيرها، وإذا لم تأخذ مثل هذا مع موارد أخرى، فكيف تقوم بواجباتها؟! لذلك فهي ليست مكوسًا محرمة؛ بل يجب دفعها، وجمهور علماء الإسلام قال ذلك.
• • • •
الصور المحرمة
فائدة 442:
قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
إن المحرم هو التماثيل، أي: الصور المجسمة، أما العكوس الفوتوغرافية فليست محرمة، فهي مثل صورتي التي تشاهدون الآن في التلفزيون، فهي عكس، ومثل عكس المرآة إذا وقف عندها الشخص.
• • • •
دخول الجني في الإنسي
فائدة 443:
وقال الشيخ يوسف القرضاوي:
إن الجني لا يدخل في الإنسان، وإنما فقط يوسوس له، وقال: إن هذا هو المس، وأنه لا دليل على أن الجني يدخل بدن الإنسان، وقال: وكون: "إن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم"، قال: لا يقول مثل هذا عاقل.
قلت: وما أظنه يجهل حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فلعله يؤوله أو لم يصح عنده، وقوله هذا خلاف الاعتقاد السائد لدينا؛ بل وعند جمهور العلماء والمسلمين.
قال عزيز الفرزني:
كل أهل السنة والجماعة يقولون: إن الجني يدخل بالإنسي ويتلبس به، والمعتزلة يخالفون، وشذَّ بعضهم.
• • • •
المبيت في مزدلفة
فائدة 444:
يقول الشيخ يوسف القرضاوي:
إن علماء المالكية يقولون: إن دخول مزدلفة والجلوس فيها لأكل العشاء والصلاة يكفي، وأنهم اعتبروها مجرد استراحة في أي وقت، من غير تحديد.
قلت: وهذا القول بعيد عن الصواب ومخالف للأدلة.
• • • •
دفع الزكاة للفقير لأجل الحج
فائدة 445:
وقال الشيخ القرضاوي:
إنه يرجح أنه لا يجوز دفع الزكاة لمن يريد أن يحج فريضة وهو فقير، وهو قول الجمهور.
وقال: وفي رواية عن أحمد: أنه يجوز دفعها له، قال: والأرجح عدم الجواز؛ لأن الفقير لا يجب عليه حج حتى يجد؛ ولأن الزكاة حق الفقراء.
• • • •
الجن يروننا ولا نراهم
فائدة 446:
قال الشيخ محمد بن سبيل في برنامج نور على الدرب في تاريخ: 9/4/1421هـ:
الجن يروننا من حيث لا نراهم في الدنيا، أما في الآخرة فبالعكس، قال ذلك جمع من العلماء، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
• • • •
تكفير الأيمان الكثيرة
فائدة 447:
سئل الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله في برنامج في إذاعة القرآن الكريم بتاريخ: 4/1/1423هـ، قال السائل:
إنَّ عليّ أيمانًا كثيرة على أشياء مختلفة، فكيف أكفر عنها؟
فقال: كفر عنهن كلهم بكفارة واحدة تكفي، وقال: إن جمهور العلماء يوجبون لكل يمين كفارة.
• • • •
كفارة قتل الخطـأ
فائدة 448:
قال الدكتور عبدالله بن علي الركبان في برنامج نور على الدرب بتاريخ: 13/2/1423هـ:
إن بعض العلماء قاس كفارة قتل الخطأ على الظهار في أن العاجز عن الكفارة الصيام أو العتق أو يطعم، وحكى هذا القول الشيخ عبد الله المطلق عن بعض العلماء المتقدمين.
• • • •
ليلة عرفة
فائدة 449:
قال الدكتور الشيخ صالح الفوزان في برنامج نور على الدرب بتاريخ: 15/2/1423هـ:
إنَّ لَيْلَةَ كُلِّ يومٍ قبله؛ ما عدا يوم عرفة؛ فهي بعده.
• • • •
أقل ما تقام به صلاة الجمعة
فائدة 450:
قال الأحناف: صلاة الجمعة أقل ما تقام بثلاثة رجال، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: أقل العدد اثنا عشر رجلًا، وقال ابن حزم: تقام برجل واحد، والجمهور يقولون: أقل ما تقام بأربعين؛ لأن مصعب بن عمير أقام أول جمعة بهم.
• • • •
وجوب صلاة الجماعة
فائدة 451:
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي:
إن شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء أجلاء، مثل: الشيخ ابن عثيمين وآخرين، يرون أن صلاة الجماعة شرط من شروط صحة الصلاة، وأن الصلاة لا تصح بغير الجماعة إلا لمن له عذر، وقال الجمهور: صلاة الجماعة واجبة.
قلت: وتصح الصلاة منفردًا بعذر أو بغير عذر.
• • • •
الإطعام في رمضان لأهل الأعذار
فائدة 452:
قال الشيخ عبداللطيف المهلهل وهو عالم ليبي في قناة المجد:
إن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يرى أن المرضع وأمثالها تطعم عن كل يوم مسكينًا ولا تقضي، وقال: إن آية: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]، غير منسوخة، وأنها تشمل الكبير وأصحاب الأعذار.
• • • •
سفر المرأة بدون محرم
فائدة 453:
وقال الشيخ عبد اللطيف المهلهل:
إن الإمام الشافعي ومالكًا أجازا للمرأة السفر للعمرة والحج، أو غير ذلك مع الرفقة الصالحة، وأحمد وأبو حنيفة لا يُجوِّزان السفر للمرأة إلا مع محرم.
وقال أحد المشايخ الذين استضافتهم قناة إقرأ الفضائية ليجيب على أسئلة المستفتين، وكان مقدم البرنامج هو الشيخ مسعود الغامدي، قال الشيخ:
إن الرفقة الصالحة تُغني عن المحرم.
• • • •
أسماء الله كلها حسنى
فائدة 454:
إن أسماء الله تدل على ذاته، وكلها حسنى، وجمهور العلماء على أنه لا حصر لها، وقد جاء في الحديث الذي في الصحيحين من حديث أبي هريرة: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة"، أما الحديث الذي سردها فليس في الصحيحين، والإحصاء: هو أنَّ من عدها وحفظها وعقلها وآمن بمقتضاها وعمل بها دخل الجنة.
• • • •
زكاة الدَّين
فائدة 455:
قال الدكتور الشيخ عبدالله المصلح في برنامج الفتاوى في فضائية اقرأ:
الدَّيْن لا يُزكى إلا مرة واحدة؛ إذا استلمه صاحبه؛ سواء كان المدين مليئًا أو غير مليء؛ وسواء جلس عنده سنة أو عشرين سنة.
• • • •
الصحيح في إدراك الصلاة
فائدة 456:
قال الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي:
إن الصحيح أن الصلاة تُدْرَك بإدراك أي جزء منها، أقصد أن الفريضة تُدْرَك ولو لم يُدْرِك إلا التحيات، قال: والجمهور يقولون هذا؛ لحديث: "فما أدركتم فصلوا...".
• • • •
تفسير قوله تعالى: ﴿ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ﴾
فائدة 457:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾ [لقمان: 32]، قال مجاهد: أي كافر، يعني: أنه فسر المقتصد في هذه الآية بالجاحد.
والمعنى: أنه عندما كان في البحر وغشيه الموج كالجبال وشعر بالهلاك دعا الله تعالى بإخلاص الدين له، وأنه سوف يبقى على هذا الإخلاص بعد أن يخرجه الله سالمًا معافى، ولكن لما أن الله نجاه من الهلاك جحد وعاد لكفره، ولذلك قال تعالى في آخر الآية: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾.
قال ابن كثير: الختَّار: هو الغدَّار، وهو الذي كلما عاهد نقض عهده، والكفور: هو الجحود للنعم فلا يشكرها؛ بل يتناساها ولا يذكرها.
• • • •
تفسير قوله تعالى: ﴿ أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾
فائدة 458:
قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾ [الأحقاف:30]، قال عطاء: كانوا يهودًا فأسلموا.
أي: أن هؤلاء النفر من الجن كانوا من اليهود، ولما سمعوا القرآن الكريم من النبي - صلى الله عليه وسلم - أسلموا وأمنوا وصدقوا به، ثم ذهبوا إلى قومهم يدعونهم إلى الإسلام وإلى الإيمان، كما وضحت ذلك الآية السابقة والآية اللاحقة.
• • • •
الكلام في الصلاة
فائدة 459:
لا يجوز في الصلاة مخاطبة أحد إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك في التشهد؛ حيث يقول في التحيات: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
• • • •
التسليم من الصلاة قبل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
فائدة 460:
إذا سلم قبل أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التحيات بطلت صلاته؛ لأن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الثاني ركن من أركان الصلاة، أما الدعاء الذي بعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس بواجب.
• • • •
قراءة الفاتحة بدل التحيات في التشهد
فائدة 461:
إذا قرأ في أثناء الجلوس للتشهد الفاتحة ساهيًا سُنَّ له إذا ذَكَرَ وقرأ التحيات أن يسجد للسهو.
• • • •
إذا قام المأموم ليتم ما فاته والإمام سجد للسهو
فائدة 462:
إذا سلم الإمام من الصلاة وقام المأموم ليتم ما فاته، ثم سجد الإمام للسهو؛ فإن أمكن أن يرجع ليسجد مع الإمام فهذا هو الأفضل؛ وإن لم يتمكن سجد بعد التسليم من الصلاة.
• • • •
قاعدة فقهية:
الجهل بالتماثل كالعلم بالتفاضل
فائدة 463:
معنى هذه القاعدة:
قال الشيخ عبد المحسن العباد: لو بيع مثلًا كوم من التمر بكوم من التمر، ولم يعرف مقدار هذا ولا مقدار هذا، فالجهل بالتماثل حاصل، فهو كالعلم بالتفاضل، يعني: أن هذا البيع فيه ربا، ومن شرط بيع الشيء بجنسه أن يكونا متماثلين، وفي بيع كوم من التمر بكوم آخر من التمر جهالة، فالتماثل بينهما مجهول، فهو لا يجوز كما لو علم بالتفاضل، فلا يجوز هذا البيع حتى لو كان أحدهما رديئًا والآخر طيبًا.
والتفاضل معناه: أن يبيع جنسًا بجنسه متفاضلًا، أي: أن يبيع تمرًا جيدًا بتمر رديء، فيبيع الصاع من التمر الجيد بصاعين من التمر الرديء؛ فهذا لا يجوز.
• • • •
قاعدة فقهيه:
ما ترتب على المأذون غير مضمون
فائدة 464:
معنى هذه القاعدة:
أن الولي إذا اجتهد ولم يفرط لا يضمن ما يحصل منه من تلفيات أو خسارة ونحو ذلك، وهذا هو القول الراجح؛ لأنه مأذون له في البيع والشراء، وما ترتب على المأذون غير مضمون؛ ولأنه أمين والأمين لا ضمان عليه مع عدم التعدي والتفريط.
• • • •
أثقل الساعات
فائدة 465:
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدى البصرى أحد أذكياء العالم: أثقل الساعات على: ساعة آكل فيها.
قلت: وهذا من حرصهم على طلب العلم والاجتهاد في جمعه والفناء فيه، فكانوا رحمهم الله يحافظون على الوقت ويغارون عليه.
• • • •
معنى: الاعتباط
فائدة 466:
الاعتباط: هو القتل عمدًا من غير سبب.
يقال: فلان قتل اعتباطًا، أي: ظلمًا لا قصاصًا ولا مدافعة عن حق، أي: قتل بريئًا محرم الدم.
وأصل الاعتباط: ذبح البهيمة من غير علة، ونحر الإبل بلا داء بها، فاستعير للقتل بغير جناية، يقول ابن منظور في لسان العرب: يُقال: ناقة عبيطة ولحمها عبيط.
وجاء في الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن اعتبط مؤمنًا قتلًا فهو قود"، يعني: من قتل مؤمنًا ظلمًا؛ فإنهّ قود؛ إلاّ أن يرض ولي المقتول بالفعل.
الأمر والنهي
فائدة 425:
قال ابن عبدالبر:
إذا تعارض أمر ونهي فإن النهي يقدم حتى لو عارض أمرًا عامًّا منصوصًا عليه في القرآن، واستدل: بأن الله قال في الصيام وقضائه لأصحاب الأعذار: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة:184].
وقال: في الحديث الصحيح: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام يومي العيدين، وقال: إن من عليه قضاء من رمضان لا يصح أن يصوم أيام العيد، مع أن الآية جعلت له الحق أن يصوم أي يوم من أيام العام.
• • • •
قاعدة فقهية
فائدة 426:
قاعدة فقهية: كل حلال طاهر، وليس كل حرام نجساً.
• • • •
إذا أحدث في صلاة الجمعة
فائدة 427:
قال الشيخ الدكتور عبد الله المطلق، رئيس قسم الفقه بالجامعة الإسلامية:
إن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: إن الشخص إذا كان في المسجد يوم الجمعة ثم أحدث؛ فإن خرج ليتوضأ فاتته الصلاة، يقول: فيصح له أن يتيمم، وكذلك لو حضرت جنازة وهو على غير وضوء فيتيمم إن خاف أن تفوته الصلاة إذا ذهب ليتوضأ.
وقد كتب الشيخ عبد الرحمن الأنصاري رسالة عن أسباب التيمم وموجباته، وذكر: أنه لو كان الوقت سيخرج لو توضأ؛ فإنه يتيمم ليصلي الفريضة، وليس عليه إعادة.
• • • •
إلا ليعبدون
فائدة 428:
قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن):
إن التحقيق في قوله جل وعلا: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، أي: ما خلقتهم إلَّا لأبلوهم بالتكاليف الشرعية، فمن امتثل وعبدني كان ثوابه الجنة، ومن عصاني واتّبع هواه واتبع الشيطان كان جزاؤه الحميم، واستدل بقوله في أول سورة تبارك: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، وقوله في أول سورة يونس: ﴿ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ﴾ [يونس: 4].
وقد أنكر سبحانه على الإنسان أن يُترك سدى، فقال: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36].
• • • •
لغة القرآن
فائدة 429:
قال الدكتور سعيد النعيمي في لمساته البيانية: إن القرآن تكلم الله به باللغة العربية، في حين أنه أرسل كل رسول بلغة قومه، لذلك كل قصة كررها جل وعلا أكثر من مرة، وكل مرة تحكي جانبًا من القصة يناسب الموقف المحكي في سياقه، ويكمل بعضها بعضًا.
• • • •
أضطر لقطع إحرام الحج
فائدة 430:
قال الشيخ سليمان الماجد: من أحرم بحجة تطوع، ثم اضطر لقطع إحرامه، فإنَّ عليه أن يجعلها عمرة، ثم إن الإمام مالكًا ورواية عن أحمد لا يوجبان عليه الحج، أما بقية الأئمة فيوجبون عليه الحج من قابل.
• • • •
الحج يشرع في أشهره
فائدة 431:
الحج يشرع في أشهره التي هي شوال وذو القعدة وذو الحجة، قال الشافعي: لا يصح الإحرام في غيرهن للحج، وقال الجمهور: يجوز.
• • • •
ترتيب الوضوء
فائدة 432:
يجب ترتيب الوضوء حسب ما في الآية، وعليه الجمهور، ونقل عن الإمام علي أنه قال: المهم الإسباغ، ولا يهم بأي عضو تبدأ.
قال الشارح: لو نسي وقدم بعضًا على بعض جاز، ولكن لا يتعمد.
• • • •
الغاية والمغيا
فائدة 433:
هل الغاية داخلة في المُغَيَّا؟
قالوا: إذا كانت الغاية من جنس الُمغَيَّا تدخل، أما إذا كانت ليست من جنسه فلا تدخل.
مثال الأول: قوله تعالى في الوضوء: ﴿ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ﴾ [المائدة: 6]، فالمرفق من جنس ما غسل قبله فهو داخل.
ومثال الثاني: قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187]، والليل ليس من جنس النهار لذلك لا يدخل، وإن كان بعض العلماء يستحسن إدخال جزء من الليل، ولكن لا اعتبار لذلك عند الجمهور.
• • • •
التسمية في الوضوء
فائدة 434:
لم يقل بوجوب التسمية في الوضوء إلا الظاهرية، وفي رواية عن أحمد أنه يجب أن يذكر التسمية مع التذكر لها، أما إن نسي فالجمهور على صحة الوضوء؛ حتى لو تركها عامدًا.
• • • •
الغسل على من أسقطت
فائدة 435:
المرأة إذا أسقطت قبل أن يكمل الجنين في بطنها مائة وعشرين يومًا؛ فإنه لا يحب عليها الغسل، ولو نزل منها دم، ولو تبين خلق الجنين؛ بل تتوضأ وتصلي وتصوم؛ حيث أن الروح لا تنفخ في الجنين إلا بعد ذلك الوقت.
• • • •
الدعاء والذكر للجنب
فائدة 436:
للجنب أن يدعو بالدعاء الذي يحمل آيات من القرآن، مثل قوله تعالى: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِي ﴾نَ [المؤمنون: 118]، والبسملة، والاسترجاع، والحمد، وإذا ركب السيارة قال: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾ [الزخرف: 13].
مع أنه لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن؛ لكن لما كان قصده الدعاء جاز.
• • • •
حكم الاستمناء
فائدة 437:
الجمهور على أن الاستمناء الذي هو استخراج المني باليد، الجمهور على أنه: لا يجوز، واستدلوا بقوله جل وعلا: ﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 7]، وحديث: "فعليه بالصوم فإن له وجاء".
وأجاز ذلك بعض العلماء، ورواية عن الإمام أحمد أجازه للضرورة، قال: كجواز استخراج الدم إذا تأذى منه الشخص؛ بالحجامة أو غيرها.
• • • •
قراءة الفاتحة في الصلاة
فائدة 438:
جمهور العلماء والإمام أحمد والشافعي ومالك يرون وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة للإمام والمنفرد، أما الإمام أبو حنيفة وبعض علماء الطوائف يرون وجوب قراءة ما تيسر من القرآن، من غير اشتراط الفاتحة.
ويستدل الجمهور بحديث: "كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج"، وأحاديث أخرى، أما أبو حنيفة فيستدل بحديث المسيء صلاته الذي قال له - صلى الله عليه وسلم -: "ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن"، وقول الله تعالى: ﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾ [المزمل:20].
• • • •
سن اليأس للمرأة
فائدة 439:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز في برنامج نور على الدرب:
إن جمهور الفقهاء أن سن اليأس بالنسبة للمرأة هو سن الخمسين، وعلى هذا فالدم الذي يخرج منها بعد ذلك يُسمى دم استحاضة، قال: فتستثفر وتتوضأ وتصلي.
قال: واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن دم العادة المعروف لديها إذا جاءها في ميعاده في سن الخمسين أو الستين يعتبر حيضًا، ولا تصلي، قال: وهذا هو الصحيح في رأيي.
• • • •
حكم إتمام الصوم لمن رجع من سفره
فائدة 440:
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في برنامج نور على الدرب بتاريخ: 10/12/1420هـ:
إن الراجح من أقوال العلماء: هو أن المسافر إذا رجع من سفره إلى بلاده وهو مفطر بسبب السفر ورخصته؛ فإنه لا يجب عليه الإمساك لباقي نهاره الذي قدم فيه، وهذا خلاف الذي عليه الفتوى في بلادنا.
• • • •
الضرائب
فائدة 441:
سئل الشيخ يوسف القرضاوي:
هل الضرائب التي تؤخذ على البضائع والتجارة والمحلات، تعتبر مكوسًا محرمة؟
فأجاب: هذه من حقوق المال التي تجب فيه، والدول عليها التزامات، فعليها الدفاع والتعليم والطرق وغيرها، وإذا لم تأخذ مثل هذا مع موارد أخرى، فكيف تقوم بواجباتها؟! لذلك فهي ليست مكوسًا محرمة؛ بل يجب دفعها، وجمهور علماء الإسلام قال ذلك.
• • • •
الصور المحرمة
فائدة 442:
قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
إن المحرم هو التماثيل، أي: الصور المجسمة، أما العكوس الفوتوغرافية فليست محرمة، فهي مثل صورتي التي تشاهدون الآن في التلفزيون، فهي عكس، ومثل عكس المرآة إذا وقف عندها الشخص.
• • • •
دخول الجني في الإنسي
فائدة 443:
وقال الشيخ يوسف القرضاوي:
إن الجني لا يدخل في الإنسان، وإنما فقط يوسوس له، وقال: إن هذا هو المس، وأنه لا دليل على أن الجني يدخل بدن الإنسان، وقال: وكون: "إن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم"، قال: لا يقول مثل هذا عاقل.
قلت: وما أظنه يجهل حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فلعله يؤوله أو لم يصح عنده، وقوله هذا خلاف الاعتقاد السائد لدينا؛ بل وعند جمهور العلماء والمسلمين.
قال عزيز الفرزني:
كل أهل السنة والجماعة يقولون: إن الجني يدخل بالإنسي ويتلبس به، والمعتزلة يخالفون، وشذَّ بعضهم.
• • • •
المبيت في مزدلفة
فائدة 444:
يقول الشيخ يوسف القرضاوي:
إن علماء المالكية يقولون: إن دخول مزدلفة والجلوس فيها لأكل العشاء والصلاة يكفي، وأنهم اعتبروها مجرد استراحة في أي وقت، من غير تحديد.
قلت: وهذا القول بعيد عن الصواب ومخالف للأدلة.
• • • •
دفع الزكاة للفقير لأجل الحج
فائدة 445:
وقال الشيخ القرضاوي:
إنه يرجح أنه لا يجوز دفع الزكاة لمن يريد أن يحج فريضة وهو فقير، وهو قول الجمهور.
وقال: وفي رواية عن أحمد: أنه يجوز دفعها له، قال: والأرجح عدم الجواز؛ لأن الفقير لا يجب عليه حج حتى يجد؛ ولأن الزكاة حق الفقراء.
• • • •
الجن يروننا ولا نراهم
فائدة 446:
قال الشيخ محمد بن سبيل في برنامج نور على الدرب في تاريخ: 9/4/1421هـ:
الجن يروننا من حيث لا نراهم في الدنيا، أما في الآخرة فبالعكس، قال ذلك جمع من العلماء، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
• • • •
تكفير الأيمان الكثيرة
فائدة 447:
سئل الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله في برنامج في إذاعة القرآن الكريم بتاريخ: 4/1/1423هـ، قال السائل:
إنَّ عليّ أيمانًا كثيرة على أشياء مختلفة، فكيف أكفر عنها؟
فقال: كفر عنهن كلهم بكفارة واحدة تكفي، وقال: إن جمهور العلماء يوجبون لكل يمين كفارة.
• • • •
كفارة قتل الخطـأ
فائدة 448:
قال الدكتور عبدالله بن علي الركبان في برنامج نور على الدرب بتاريخ: 13/2/1423هـ:
إن بعض العلماء قاس كفارة قتل الخطأ على الظهار في أن العاجز عن الكفارة الصيام أو العتق أو يطعم، وحكى هذا القول الشيخ عبد الله المطلق عن بعض العلماء المتقدمين.
• • • •
ليلة عرفة
فائدة 449:
قال الدكتور الشيخ صالح الفوزان في برنامج نور على الدرب بتاريخ: 15/2/1423هـ:
إنَّ لَيْلَةَ كُلِّ يومٍ قبله؛ ما عدا يوم عرفة؛ فهي بعده.
• • • •
أقل ما تقام به صلاة الجمعة
فائدة 450:
قال الأحناف: صلاة الجمعة أقل ما تقام بثلاثة رجال، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: أقل العدد اثنا عشر رجلًا، وقال ابن حزم: تقام برجل واحد، والجمهور يقولون: أقل ما تقام بأربعين؛ لأن مصعب بن عمير أقام أول جمعة بهم.
• • • •
وجوب صلاة الجماعة
فائدة 451:
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي:
إن شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء أجلاء، مثل: الشيخ ابن عثيمين وآخرين، يرون أن صلاة الجماعة شرط من شروط صحة الصلاة، وأن الصلاة لا تصح بغير الجماعة إلا لمن له عذر، وقال الجمهور: صلاة الجماعة واجبة.
قلت: وتصح الصلاة منفردًا بعذر أو بغير عذر.
• • • •
الإطعام في رمضان لأهل الأعذار
فائدة 452:
قال الشيخ عبداللطيف المهلهل وهو عالم ليبي في قناة المجد:
إن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يرى أن المرضع وأمثالها تطعم عن كل يوم مسكينًا ولا تقضي، وقال: إن آية: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]، غير منسوخة، وأنها تشمل الكبير وأصحاب الأعذار.
• • • •
سفر المرأة بدون محرم
فائدة 453:
وقال الشيخ عبد اللطيف المهلهل:
إن الإمام الشافعي ومالكًا أجازا للمرأة السفر للعمرة والحج، أو غير ذلك مع الرفقة الصالحة، وأحمد وأبو حنيفة لا يُجوِّزان السفر للمرأة إلا مع محرم.
وقال أحد المشايخ الذين استضافتهم قناة إقرأ الفضائية ليجيب على أسئلة المستفتين، وكان مقدم البرنامج هو الشيخ مسعود الغامدي، قال الشيخ:
إن الرفقة الصالحة تُغني عن المحرم.
• • • •
أسماء الله كلها حسنى
فائدة 454:
إن أسماء الله تدل على ذاته، وكلها حسنى، وجمهور العلماء على أنه لا حصر لها، وقد جاء في الحديث الذي في الصحيحين من حديث أبي هريرة: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة"، أما الحديث الذي سردها فليس في الصحيحين، والإحصاء: هو أنَّ من عدها وحفظها وعقلها وآمن بمقتضاها وعمل بها دخل الجنة.
• • • •
زكاة الدَّين
فائدة 455:
قال الدكتور الشيخ عبدالله المصلح في برنامج الفتاوى في فضائية اقرأ:
الدَّيْن لا يُزكى إلا مرة واحدة؛ إذا استلمه صاحبه؛ سواء كان المدين مليئًا أو غير مليء؛ وسواء جلس عنده سنة أو عشرين سنة.
• • • •
الصحيح في إدراك الصلاة
فائدة 456:
قال الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي:
إن الصحيح أن الصلاة تُدْرَك بإدراك أي جزء منها، أقصد أن الفريضة تُدْرَك ولو لم يُدْرِك إلا التحيات، قال: والجمهور يقولون هذا؛ لحديث: "فما أدركتم فصلوا...".
• • • •
تفسير قوله تعالى: ﴿ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ﴾
فائدة 457:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾ [لقمان: 32]، قال مجاهد: أي كافر، يعني: أنه فسر المقتصد في هذه الآية بالجاحد.
والمعنى: أنه عندما كان في البحر وغشيه الموج كالجبال وشعر بالهلاك دعا الله تعالى بإخلاص الدين له، وأنه سوف يبقى على هذا الإخلاص بعد أن يخرجه الله سالمًا معافى، ولكن لما أن الله نجاه من الهلاك جحد وعاد لكفره، ولذلك قال تعالى في آخر الآية: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾.
قال ابن كثير: الختَّار: هو الغدَّار، وهو الذي كلما عاهد نقض عهده، والكفور: هو الجحود للنعم فلا يشكرها؛ بل يتناساها ولا يذكرها.
• • • •
تفسير قوله تعالى: ﴿ أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾
فائدة 458:
قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾ [الأحقاف:30]، قال عطاء: كانوا يهودًا فأسلموا.
أي: أن هؤلاء النفر من الجن كانوا من اليهود، ولما سمعوا القرآن الكريم من النبي - صلى الله عليه وسلم - أسلموا وأمنوا وصدقوا به، ثم ذهبوا إلى قومهم يدعونهم إلى الإسلام وإلى الإيمان، كما وضحت ذلك الآية السابقة والآية اللاحقة.
• • • •
الكلام في الصلاة
فائدة 459:
لا يجوز في الصلاة مخاطبة أحد إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك في التشهد؛ حيث يقول في التحيات: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
• • • •
التسليم من الصلاة قبل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
فائدة 460:
إذا سلم قبل أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التحيات بطلت صلاته؛ لأن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الثاني ركن من أركان الصلاة، أما الدعاء الذي بعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس بواجب.
• • • •
قراءة الفاتحة بدل التحيات في التشهد
فائدة 461:
إذا قرأ في أثناء الجلوس للتشهد الفاتحة ساهيًا سُنَّ له إذا ذَكَرَ وقرأ التحيات أن يسجد للسهو.
• • • •
إذا قام المأموم ليتم ما فاته والإمام سجد للسهو
فائدة 462:
إذا سلم الإمام من الصلاة وقام المأموم ليتم ما فاته، ثم سجد الإمام للسهو؛ فإن أمكن أن يرجع ليسجد مع الإمام فهذا هو الأفضل؛ وإن لم يتمكن سجد بعد التسليم من الصلاة.
• • • •
قاعدة فقهية:
الجهل بالتماثل كالعلم بالتفاضل
فائدة 463:
معنى هذه القاعدة:
قال الشيخ عبد المحسن العباد: لو بيع مثلًا كوم من التمر بكوم من التمر، ولم يعرف مقدار هذا ولا مقدار هذا، فالجهل بالتماثل حاصل، فهو كالعلم بالتفاضل، يعني: أن هذا البيع فيه ربا، ومن شرط بيع الشيء بجنسه أن يكونا متماثلين، وفي بيع كوم من التمر بكوم آخر من التمر جهالة، فالتماثل بينهما مجهول، فهو لا يجوز كما لو علم بالتفاضل، فلا يجوز هذا البيع حتى لو كان أحدهما رديئًا والآخر طيبًا.
والتفاضل معناه: أن يبيع جنسًا بجنسه متفاضلًا، أي: أن يبيع تمرًا جيدًا بتمر رديء، فيبيع الصاع من التمر الجيد بصاعين من التمر الرديء؛ فهذا لا يجوز.
• • • •
قاعدة فقهيه:
ما ترتب على المأذون غير مضمون
فائدة 464:
معنى هذه القاعدة:
أن الولي إذا اجتهد ولم يفرط لا يضمن ما يحصل منه من تلفيات أو خسارة ونحو ذلك، وهذا هو القول الراجح؛ لأنه مأذون له في البيع والشراء، وما ترتب على المأذون غير مضمون؛ ولأنه أمين والأمين لا ضمان عليه مع عدم التعدي والتفريط.
• • • •
أثقل الساعات
فائدة 465:
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدى البصرى أحد أذكياء العالم: أثقل الساعات على: ساعة آكل فيها.
قلت: وهذا من حرصهم على طلب العلم والاجتهاد في جمعه والفناء فيه، فكانوا رحمهم الله يحافظون على الوقت ويغارون عليه.
• • • •
معنى: الاعتباط
فائدة 466:
الاعتباط: هو القتل عمدًا من غير سبب.
يقال: فلان قتل اعتباطًا، أي: ظلمًا لا قصاصًا ولا مدافعة عن حق، أي: قتل بريئًا محرم الدم.
وأصل الاعتباط: ذبح البهيمة من غير علة، ونحر الإبل بلا داء بها، فاستعير للقتل بغير جناية، يقول ابن منظور في لسان العرب: يُقال: ناقة عبيطة ولحمها عبيط.
وجاء في الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن اعتبط مؤمنًا قتلًا فهو قود"، يعني: من قتل مؤمنًا ظلمًا؛ فإنهّ قود؛ إلاّ أن يرض ولي المقتول بالفعل.
