اميرة الحرف
06-12-2017, 08:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ)لقمان،
قول ربنا،تبارك وتعالى،على لسان لقمان الحكيم،وهو يعظ ابنه
(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)أي،امشي مشياً مقتصداً ليس بالبطيء المتثبط ، ولا بالسريع المفرط،بل عدلاً وسطا بين بين،
أي،توسط في مشيك بين الإسراع والبطء،حتى لا يكون في ذلك شيء من الاستعلاء,
من هنا جاء النهي القاطع عن المبالغة في المشي بالإسراع أو البطء تكبراً واختيالاً على الخلق،وإهمالاً لهم, فخطى الإنسان على الأرض محصية عليهم،
وفي ذلك يقول رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر) رواه مسلم،
أي،العظمة والتجبر،وقيل،الرفعة في الشرف،وهي عبارة عن كمال الذات، ولا يوصف بها إلا الله تعالى،
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام(إن الله،عز وجل،أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد علي أحد, ولا يفخر أحد على أحد)سنن أبي داود،
وقال عليه الصلاة والسلام(ألا أخبركم بأهل النار،كل عتل, جواظ, مستكبر)صحيح البخاري،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه،أنه قال(كان النبي صلى الله عليه وسلم،إذا مشي,مشي كأنه يتوكأ)
(وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ)أي،لا تبالغ في الكلام،ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه،
أي،خفضه إلى مستوى الحاجة حتى لا يكون في ذلك شيء من الرعونة وسوء الأدب,والإساءة إلى مسامع الآخرين,
فإن الإنسان،ذلك المخلوق العاقل المكرم،ذو الإرادة الحرة،لا يجوز له رفع الصوت دون مبرر،لأن الله،تعالى،لا يرضي عن ذلك السلوك,ويذمه غاية الذم بهذا التشبيه القرآني،
(إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ)أي،إن أقبح الأصوات لهو صوت نهيق الحمير،وذلك من الفزع الذي ينتاب تلك الحيوانات عند رؤيتها للشياطين،
كما نهى عن رفع الصوت فوق الحد لأن الوقوع في أي من هذين السلوكين الخاطئين يؤذي الإنسان, كما يؤذي جميع ما حوله من المخلوقات التي تتأثر بالاستعلاء والكبر كما تتأثر بشدة الأصوات العالية,
والغض من الصوت،هو من سمات الأدب, والتواضع, والثقة بالنفس, والاطمئنان إلى صدق الحديث, وصدق القصد،
أما رفع الصوت بغير داع, والإغلاظ في القول للآخرين بغير مبرر, فكلها من مظاهر ضعف الشخصية, وسوء الأدب مع الغير, وقلة الثقة بالنفس،كما أنها من علامات الادعاء والكذب, ومن محاولات فرض الرأي الخاطئ بالقوة عن طريق رفع الصوت في شيء من الحدة والغلظة غير المبررة،
يروي النسائي،عن أبي هريرة،أن رسول الله،صلي الله عليه وسلم،قال(إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً,وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها رأت شيطاناً)رواه البخاري،مسلم،الترمذي،
في الآية الكريمة،دعوة الإنسان إلى القصد في المشي, والغض من الصوت, والتذكير بأن أنكر الأصوات هي تلك الأصوات الفائقة الشدة, المرتفعة النبرة,
والتي تؤذي السامعين,وتسيء إليهم إساءات معنوية, لما تحمله من صور التكبر على الخلق, والاستعلاء في الأرض, وهما خصلتان سيئتان,لا يحبهما الله تعالى،ولا يحبهما رسوله،صلي الله عليه وسلم،ولذلك أمر القرآن الكريم بخفض الصوت،
هذه الآية الكريمة تأمر بالقصد في المشي،وبخفض الصوت احتراماً للآخرين وصونًا لكرامتهم،
فإذا كانت الخطي على الأرض محسوبة علي كل إنسان وجب عليه التوسط بين الإسراع والبطء في المشي, بغير استعلاء أو كبر،
الـلـهـم اجـعـلـنـا مـن عبادك الـمـتـواضـعـيـن لـعـظـمـتـك، الزاهدين الصالحين العابدين،الـمـتذلـّلـيـن لـك،ولا نـحـمـل مـثـقـال ذرة مـن كـبـر،يا أرحم الراحمين،واجعلنا ممن يمشون على الارض هوناً واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً،
اللهم آميـــــن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ)لقمان،
قول ربنا،تبارك وتعالى،على لسان لقمان الحكيم،وهو يعظ ابنه
(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)أي،امشي مشياً مقتصداً ليس بالبطيء المتثبط ، ولا بالسريع المفرط،بل عدلاً وسطا بين بين،
أي،توسط في مشيك بين الإسراع والبطء،حتى لا يكون في ذلك شيء من الاستعلاء,
من هنا جاء النهي القاطع عن المبالغة في المشي بالإسراع أو البطء تكبراً واختيالاً على الخلق،وإهمالاً لهم, فخطى الإنسان على الأرض محصية عليهم،
وفي ذلك يقول رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر) رواه مسلم،
أي،العظمة والتجبر،وقيل،الرفعة في الشرف،وهي عبارة عن كمال الذات، ولا يوصف بها إلا الله تعالى،
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام(إن الله،عز وجل،أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد علي أحد, ولا يفخر أحد على أحد)سنن أبي داود،
وقال عليه الصلاة والسلام(ألا أخبركم بأهل النار،كل عتل, جواظ, مستكبر)صحيح البخاري،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه،أنه قال(كان النبي صلى الله عليه وسلم،إذا مشي,مشي كأنه يتوكأ)
(وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ)أي،لا تبالغ في الكلام،ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه،
أي،خفضه إلى مستوى الحاجة حتى لا يكون في ذلك شيء من الرعونة وسوء الأدب,والإساءة إلى مسامع الآخرين,
فإن الإنسان،ذلك المخلوق العاقل المكرم،ذو الإرادة الحرة،لا يجوز له رفع الصوت دون مبرر،لأن الله،تعالى،لا يرضي عن ذلك السلوك,ويذمه غاية الذم بهذا التشبيه القرآني،
(إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ)أي،إن أقبح الأصوات لهو صوت نهيق الحمير،وذلك من الفزع الذي ينتاب تلك الحيوانات عند رؤيتها للشياطين،
كما نهى عن رفع الصوت فوق الحد لأن الوقوع في أي من هذين السلوكين الخاطئين يؤذي الإنسان, كما يؤذي جميع ما حوله من المخلوقات التي تتأثر بالاستعلاء والكبر كما تتأثر بشدة الأصوات العالية,
والغض من الصوت،هو من سمات الأدب, والتواضع, والثقة بالنفس, والاطمئنان إلى صدق الحديث, وصدق القصد،
أما رفع الصوت بغير داع, والإغلاظ في القول للآخرين بغير مبرر, فكلها من مظاهر ضعف الشخصية, وسوء الأدب مع الغير, وقلة الثقة بالنفس،كما أنها من علامات الادعاء والكذب, ومن محاولات فرض الرأي الخاطئ بالقوة عن طريق رفع الصوت في شيء من الحدة والغلظة غير المبررة،
يروي النسائي،عن أبي هريرة،أن رسول الله،صلي الله عليه وسلم،قال(إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً,وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها رأت شيطاناً)رواه البخاري،مسلم،الترمذي،
في الآية الكريمة،دعوة الإنسان إلى القصد في المشي, والغض من الصوت, والتذكير بأن أنكر الأصوات هي تلك الأصوات الفائقة الشدة, المرتفعة النبرة,
والتي تؤذي السامعين,وتسيء إليهم إساءات معنوية, لما تحمله من صور التكبر على الخلق, والاستعلاء في الأرض, وهما خصلتان سيئتان,لا يحبهما الله تعالى،ولا يحبهما رسوله،صلي الله عليه وسلم،ولذلك أمر القرآن الكريم بخفض الصوت،
هذه الآية الكريمة تأمر بالقصد في المشي،وبخفض الصوت احتراماً للآخرين وصونًا لكرامتهم،
فإذا كانت الخطي على الأرض محسوبة علي كل إنسان وجب عليه التوسط بين الإسراع والبطء في المشي, بغير استعلاء أو كبر،
الـلـهـم اجـعـلـنـا مـن عبادك الـمـتـواضـعـيـن لـعـظـمـتـك، الزاهدين الصالحين العابدين،الـمـتذلـّلـيـن لـك،ولا نـحـمـل مـثـقـال ذرة مـن كـبـر،يا أرحم الراحمين،واجعلنا ممن يمشون على الارض هوناً واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً،
اللهم آميـــــن.
