اميرة الحرف
05-20-2017, 08:43 PM
تضيفت الشمس
قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه نهى عن الصلاة إذا تَضَيَّفَتِ الشمس للغروب) [1]:
قال أبو عبيدة: قوله: تَضَيَّفَتْ يعني: مالت للمغيب، يقال منه: قد ضافَتْ فهي تَضِيْفُ ضيفاً، إذا مالت، قال أبو عبيد: ومنه سمي الضيف ضيفاً، يقال منه: ضفت فلاناً، إذا ملت إليه ونزلت به، وأضفته فأنا أضيفه، إذا أملته إليك وأنزلته عليك، ولذلك قيل: هو مضاف إلى كذا وكذا، أي: هو ممال إليه، ومنه قيل للدَّعِيّ: مضاف؛ لأنه مسند إلى قوم ليس منهم ويقال: ضاف السهم يضيف، إذا عدل عن الهدف وهو من هذا [2].
وقف أبو عبيد على دلالة لفظ (تضيف)، وأنها بمعنى: مالت. ثم سرد بعض فروع مادة (ضيف) ولم ينص على الدلالة الأصلية، بيد أن ما أورده من تفسير لفروع هذه المادة يشير إلى أنها: (الميل والعدول عن الشيء).
وقد صرح ابن فارس بهذه الدلالة، فقال: الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح، يدل على ميل الشيء إلى الشيء.[3].
وقال الراغب: أصل الضيف: الميل [4].
وقد أورد الشارح بعض فروع هذه المادة مفسرًا دلالتها في ضوء الدلالة الأصلية المذكورة وهذه الفروع هي:
أ) ضافت تضيف ضيفًا، إذا مالت، وضاف السهم، إذا مال.
ب) أضفت، إذا أملت الشيء.
ج) الضيف، سُمِي بذلك؛ لأنه يميل إلى مضيفه وينزل عليه.
د) المضاف: لأنه ممال إلى غيره.
يقول الخليل: تقول: أنا أضيفه، إذا أملته إليك، ومنه يقال: هو مضاف إلى كذا أي: ممال إليه، ومنه يقال: الدعي مضاف؛ لأنه مسند إلى قوم ليس منهم، وضاف السهم يضيف ضيفاً، إذا عدل عن الهدف، فهو من هذا [5].
وعلى ذلك: فقد فسرت هذه الدلالات في ضوء الدلالة الأصلية (وهي الميل والعدول).
[1] مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها) (1/ 568)، وأبو داود (كتاب الجنائز - باب الدفن عند طلوع الشمس وعند غروبها) (2/ 225)، والمسند 4/ 152.
[2] غريب أبي عبيد (1/ 137) وما بعدها.
[3] المقاييس (ضيف) (3/ 308).
[4] المفردات في غريب القرآن (ص300).
[5] العين (ضيف) (7/ 67، 68)، واللسان (ضيف) (5/ 551).
قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه نهى عن الصلاة إذا تَضَيَّفَتِ الشمس للغروب) [1]:
قال أبو عبيدة: قوله: تَضَيَّفَتْ يعني: مالت للمغيب، يقال منه: قد ضافَتْ فهي تَضِيْفُ ضيفاً، إذا مالت، قال أبو عبيد: ومنه سمي الضيف ضيفاً، يقال منه: ضفت فلاناً، إذا ملت إليه ونزلت به، وأضفته فأنا أضيفه، إذا أملته إليك وأنزلته عليك، ولذلك قيل: هو مضاف إلى كذا وكذا، أي: هو ممال إليه، ومنه قيل للدَّعِيّ: مضاف؛ لأنه مسند إلى قوم ليس منهم ويقال: ضاف السهم يضيف، إذا عدل عن الهدف وهو من هذا [2].
وقف أبو عبيد على دلالة لفظ (تضيف)، وأنها بمعنى: مالت. ثم سرد بعض فروع مادة (ضيف) ولم ينص على الدلالة الأصلية، بيد أن ما أورده من تفسير لفروع هذه المادة يشير إلى أنها: (الميل والعدول عن الشيء).
وقد صرح ابن فارس بهذه الدلالة، فقال: الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح، يدل على ميل الشيء إلى الشيء.[3].
وقال الراغب: أصل الضيف: الميل [4].
وقد أورد الشارح بعض فروع هذه المادة مفسرًا دلالتها في ضوء الدلالة الأصلية المذكورة وهذه الفروع هي:
أ) ضافت تضيف ضيفًا، إذا مالت، وضاف السهم، إذا مال.
ب) أضفت، إذا أملت الشيء.
ج) الضيف، سُمِي بذلك؛ لأنه يميل إلى مضيفه وينزل عليه.
د) المضاف: لأنه ممال إلى غيره.
يقول الخليل: تقول: أنا أضيفه، إذا أملته إليك، ومنه يقال: هو مضاف إلى كذا أي: ممال إليه، ومنه يقال: الدعي مضاف؛ لأنه مسند إلى قوم ليس منهم، وضاف السهم يضيف ضيفاً، إذا عدل عن الهدف، فهو من هذا [5].
وعلى ذلك: فقد فسرت هذه الدلالات في ضوء الدلالة الأصلية (وهي الميل والعدول).
[1] مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها) (1/ 568)، وأبو داود (كتاب الجنائز - باب الدفن عند طلوع الشمس وعند غروبها) (2/ 225)، والمسند 4/ 152.
[2] غريب أبي عبيد (1/ 137) وما بعدها.
[3] المقاييس (ضيف) (3/ 308).
[4] المفردات في غريب القرآن (ص300).
[5] العين (ضيف) (7/ 67، 68)، واللسان (ضيف) (5/ 551).