المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ظلال آيات الصيام


امير العاشقين
06-09-2018, 01:34 PM
في ظلال آيات الصيام




إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71].


أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


أيها الناس، لقد فرض الله تعالى علينا صيام شهر رمضان من كل عام، وأنزل في ذلك خمس آيات متصلة في سورة البقرة، تبيّن حُكمه وأحكامه، وشروطه وآدابه، فما أحسن أن نتفيأ في ظلال هذه الآيات ونتدبرها فنأخذ منها العلم والعمل.


يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]. هذه هي الآية الأولى من الآيات الخمس، وقد اشتملت على: نداء ومنادى، وحُكم ومحكوم به، وتاريخِ تشريع، وغايةٍ لهذا التشريع.


فالنداء ﴿ يَا أَيُّهَا ﴾ وهو أسلوب قولي يستدعي انتباهَ السامع؛ حتى يُقبل على المنادي فيسمع ما يقوله.


والمنادى هو ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فأهل الإيمان هم المقصودون بهذا الحكم، وليس غيرهم ممن ليس مسلمًا، ولو كان عامًا يشملهم لقال: يا أيها الناس؛ لأن الكافر لا يُطلب منه الصيام حتى يُسلِم، ويشهد شهادة الحق.


والنداء بوصف الإيمان حاثٌّ على الامتثال والعمل؛ إذ إن الإيمان يدعو صاحبه إلى القيام بأعمال الإيمان: عملاً بالأمر، وتركًا للنهي، وتلقّي ذلك بالسمع والطاعة. وقد جاء بعد هذا النداء الأمر بعمل خير ألا وهو الصيام، وما على المؤمن إلا امتثال هذا الأمر.


وقد أتى رجلٌ عبدَ الله بن مسعود، فقال اعهد إليّ، فقال: "إذا سمعت الله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فأرعها سمعك؛ فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه"[2].


وأما الشيء الثاني في الآية فهو الحكم والمحكوم به؛ فالحكم هو الإيجاب، وقد جاء بلفظ: "كتب" الذي هو صيغة من صيغ الوجوب التي تدل على الفرض والإلزام؛ كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ [البقرة: 178].


وأما المحكوم بوجوبه فهو الصيام الشرعي الذي هو: " الإِمساكُ عن المفطِّرات، بنيَّة التعبُّد لله تعالى؛ مِن طُلوعِ الفجر إلى غُروبِ الشمس"[3].


وأما التاريخ لهذا التشريع الواجب فهو قوله: ﴿ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾[البقرة: 183]، فعُلِم منه أن الصيام شريعة واجبة في الأمم قبل هذه الأمة، وليست عليها وحدها. وهذا يبين أن عبادة الصيام عبادة صالحة لكل زمان، ولكل أمة.


وقد ساق الطبري بسنده إلى السدي فقال: " أما الذين من قبلنا: فالنصارى، كتب عليهم رمضان، وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا ينكحوا النساءَ شهر رمضان. فاشتد على النصارى صيامُ رمَضان، وجعل يُقَلَّبُ عليهم في الشتاء والصيف. فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صيامًا في الفصل بين الشتاء والصيف، وقالوا: نزيد عشرين يومًا نكفّر بها ما صنعنا! فجعلوا صيامهم خمسين"[4]. تحريفًا وتبديلاً لشرع الله تعالى.


وأما الغاية من تشريع الصيام فهي في قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؛ فالصيام عبادة شُرعت لهدف عظيم يجلب للمسلم السعادة في الدنيا والآخرة عبر بوابة التقوى؛ فإن الصيام لما كان تصبيراً للنفس على اجتناب المفطّرات التي حرمها الله تعالى على الصائم وقت صيامه، وتصبيراً للنفس على القيام بما يصح به الصيام من الطاعات، وتصبيراً للنفس على تحمل المكاره الناتجة عن ثقل الصيام من تعب وجوع وظمأ وكبح عن شهوات النفس، مع مراقبة لله تعالى وإخلاص له في ذلك؛ كان هذا كله من التقوى التي تعني: "ترك ما حرَّم الله، وأداء ما افترض"[5].


وذكرُ هذه الغاية للصيام يبين أن للصيام أهدافًا وحِكمًا عظيمة من تشريعه، فكما أن التقوى هي غايته الأصلية فإن هناك غايات فرعية أخرى أيضًا؛ فالصيام يربي المسلم على مراقبة الله تعالى والإخلاص له، ويدعوه إلى الإيثار والرحمة، ويُقيمه على صراط الخُلق الفاضل، والمعاملة الحسنة، ويربيه على ضبط النفس والسيطرة عليها، وكبح جماحها في شهواتها وغضبها وسوء تعاملها.


عباد الله، الآية الثانية من آيات الصيام: قول الله تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184].

عسوله
06-09-2018, 01:35 PM
متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك على الانتقآء المميز
بـ نتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي
لك كل الود والاحترام

ضامية الشوق
06-09-2018, 02:14 PM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

امير العاشقين
06-09-2018, 02:30 PM
اشكر حضوركم ومروركم
ماننحر من اشراقة نوركم
لروحكم جنائن من الجوري

امير العاشقين
06-09-2018, 02:30 PM
عسوله


اشكر حضوركم ومروركم
ماننحر من اشراقة نوركم
لروحكم جنائن من الجوري

امير العاشقين
06-09-2018, 02:31 PM
ضامية


اشكر حضوركم ومروركم
ماننحر من اشراقة نوركم
لروحكم جنائن من الجوري

عنيده
06-09-2018, 05:23 PM
طرح جميــــــــــــل..

ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..


يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..


وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~


كنت هنا
خواطر عاشق

أمير المحبه
06-10-2018, 05:09 AM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

أميره بذوقي
06-10-2018, 06:57 AM
بارك الله فيك وفي هذا الطرح القيم
وجزيت الفردوس الأعلى يارب
دمت بحفظ الرحمن

انفاس معشوقي
06-10-2018, 11:21 AM
طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي..

يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..

اميرة خواطر
06-13-2018, 07:41 AM
http://www.tratel3asheq.com/up/uploads/13651866942.gif

ألــــف شـــكـــــر
http://www.tratel3asheq.com/up/uploads/13651866941.gif
.
يَآَ مَآَلْ اََلَعَآَفِيَهَ




لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ



كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ



وُدِيِّ
.
http://www.tratel3asheq.com/up/uploads/13651866941.gif
http://www.tratel3asheq.com/up/uploads/13651866942.gif